شيخة النويس تقود منظمة السياحة العالمية لأول مرة

أحدث انتخاب الإماراتية شيخة النويس أمينًا عامًا لمنظمة السياحة العالمية تحولًا تاريخيًا في مسيرة هذه الهيئة الأممية، إذ باتت أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة قبل خمسة عقود.
وتم الإعلان عن فوزها عقب تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة، على أن تبدأ مهامها رسميًا في يناير من عام 2026، لفترة تمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، رهنًا بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة للسياحة على الترشيح وفقًا للأعراف المعتمدة.
جاء هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة مهنية حافلة للنويس في قطاع الضيافة والسياحة العالمية، حيث شغلت خلال السنوات الماضية مناصب قيادية متعددة، من أبرزها منصب نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة “روتانا” الفندقية، والتي أشرفت من خلالها على عمليات المجموعة في مناطق تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا الشرقية.
وبدراية واسعة في المجال، واستنادًا إلى أكثر من 16 عامًا من الخبرة، نجحت النويس في ترسيخ مكانتها كأحد أبرز الأسماء في صناعة السياحة على المستوى الإقليمي والدولي.
تخرجت النويس في جامعة زايد، حاصلة على شهادة في المالية، وأثبتت كفاءتها في تطوير الرؤى الاستراتيجية لقطاع الضيافة في الإمارات.
كما تترأس حاليًا مجموعة عمل السياحة في غرفة أبوظبي، وهي عضو فعال في مجلس سيدات أعمال الإمارة، فضلًا عن انضمامها لمجلس إدارة أكاديمية “ليه روش” العالمية للضيافة، مما يعكس حجم الحضور الذي تمثله في المشهد السياحي والاقتصادي.
لاقى انتخابها ترحيبًا رسميًا واسعًا في الإمارات، حيث هنأها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، معتبرًا أن هذا التعيين يمثل انعكاسًا لما تحظى به الإمارات من ثقة دولية ومكانة مرموقة في قطاع السياحة العالمي، كما أكد أن وصول امرأة إماراتية لهذا المنصب العالمي إنما يبرز صورة الدولة كنموذج ملهم في تمكين المرأة.
وفي السياق ذاته، أشار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى أن النويس تمثل جيلًا إماراتيًا جديدًا طموحًا يسعى لترك أثر عالمي، وأكد ثقته في قدرتها على قيادة تحول نوعي في قطاع السياحة الأممية، مشيدًا بما تحققه الإماراتيات من إنجازات على كافة الأصعدة.
ويتزامن هذا التحول القيادي مع أجواء انتعاش واضحة يشهدها القطاع السياحي الدولي، إذ كشف “مؤشر السياحة العالمي” في مايو 2025 عن استقبال أكثر من 300 مليون سائح دولي خلال الربع الأول من العام، بزيادة تجاوزت 14 مليون سائح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتم خلال الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذي للمنظمة استعراض إنجازات الأمانة العامة الحالية بقيادة زوراب بولوليكاشفيلي، والتي تضمنت تعزيز التعليم السياحي، وتحفيز الاستثمارات، وتوسيع برامج التنمية المستدامة، فضلاً عن دعم مبادرات مثل “أفضل القرى السياحية”، وتكثيف الجهود نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار الاجتماعي ضمن استراتيجيات العمل.
كما أعلنت المنظمة توقيع اتفاق مع وزارة السياحة المغربية لإنشاء أول مكتب موضوعي للابتكار السياحي في إفريقيا، مقره الرباط، بهدف تمكين القارة من تحقيق أهداف “السياحة 2030” عبر دعم ريادة الأعمال وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.