الأخبار

الدول العربية تحافظ على تاريخها عبر المتاحف

شهدت الدول العربية منذ القرن التاسع عشر تأسيس عدد من المتاحف التي شكلت نواة للمؤسسات الثقافية الحديثة، حيث لعبت هذه المتاحف دورًا جوهريًا في حفظ التراث الحضاري والتاريخي للمنطقة.

وتمثل هذه المتاحف التي أُسست في فترات مختلفة من القرن التاسع عشر والعشرين، بداية جادة لتوثيق الذاكرة الجماعية للشعوب العربية من خلال القطع الأثرية والمعروضات النادرة التي تعكس مراحل متعددة من تاريخها الممتد.

افتتح المتحف المصري في القاهرة عام 1835، ليكون أول مؤسسة متحفية في العالم العربي تُعنى بحفظ الآثار الفرعونية التي شكلت ولا تزال إحدى أبرز ركائز الهوية الثقافية المصرية، وقد أسهم هذا المتحف في إرساء تقاليد متحفية حديثة في المنطقة، وأصبح مرجعًا عالميًا في علوم الآثار والتاريخ القديم.

وبفارق سنوات قليلة، تم تأسيس المتحف العراقي في بغداد عام 1853، ليضم مجموعات أثرية مهمة من حضارات بلاد ما بين النهرين، كالسومرية والبابلية والآشورية، ويؤدي دورًا محوريًا في إبراز الإرث التاريخي الغني للعراق.

واصلت حركة تأسيس المتاحف في العالم العربي زخمها مع دخول القرن العشرين، ففي تونس، تم افتتاح متحف باردو عام 1888 ليصبح من أعرق المتاحف في شمال إفريقيا، حيث يضم واحدة من أكبر مجموعات الفسيفساء الرومانية في العالم.

وفي المغرب، تم تأسيس متحف البطحاء في مدينة فاس عام 1915، ويُعد نموذجًا للمعمار المغربي الأصيل ومقرًا لعرض الفنون التقليدية المغربية.

شهد عام 1919 افتتاح متحف السرايا الكبير في بيروت والمتحف الوطني في دمشق، مما يعكس مرحلة نهوض ثقافي في بلاد الشام، حيث احتضنت هذه المؤسسات مقتنيات تمثل العمق الحضاري لسوريا ولبنان، وشكلت مراكز ثقافية فاعلة.

ومع امتداد مسيرة التأسيس، افتُتح المتحف الوطني في الجزائر عام 1926، ثم تبعه المتحف الوطني في ليبيا عام 1942، ما يعكس أهمية بناء الذاكرة المتحفية في سياق الحركات الوطنية والاستقلالية التي بدأت تتشكل في تلك الفترة.

تعكس هذه المؤسسات المتحفية، التي أنشئت في العصر الحديث، سعي الدول العربية لحماية تراثها وتقديمه بصورة مؤسسية منظمة تليق بقيمته التاريخية، وقد أصبحت المتاحف المذكورة محطات بارزة في الثقافة العربية، وتستقطب سنويًا مئات الآلاف من الزوار، سواء من داخل الوطن العربي أو خارجه، ما يعزز من دورها كمراكز للتثقيف والمعرفة والحوار الحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى