فنادق البوتيك.. تجربة سياحية أصيلة تنتشر في المغرب وتونس

مع تطور مفهوم السياحة في العالم، لم يعد المسافر يكتفي بالغرف الفندقية الفاخرة أو البرامج الجماعية التقليدية، بل بات يبحث عن تجربة أكثر حميمية، تعكس روح المكان وتفاصيله. من هنا، برزت فنادق البوتيك كأحد أبرز الاتجاهات السياحية العالمية، وهي اليوم تُسجل حضورًا لافتًا في العديد من الدول، وعلى رأسها المغرب وتونس، اللتان توظفان غناهما الثقافي والمعماري لخدمة هذا النمط من الإقامة.
بوتيك… أكثر من فندق
فنادق البوتيك، بطبيعتها، ليست مجرد مكان للمبيت. إنها فلسفة سياحية قائمة على التميز، والخصوصية، والارتباط بالبيئة المحلية. تمتاز هذه الفنادق عادة بصغر حجمها (من 10 إلى 100 غرفة)، ما يسمح بتقديم خدمة شخصية لكل نزيل. كما أن تصميمها الداخلي والخارجي يعكس هوية المكان، ويستحضر عناصر من التراث، الحرف، الفنون، وحتى الطهو المحلي.
ظهرت هذه الفنادق في الثمانينات أولاً في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن سرعان ما انتشرت في عواصم الثقافة والفن، مستجيبة لحاجة المسافر العصري إلى تجربة فريدة وغير تقليدية.
المغرب… رياضات تتحول إلى تحف معمارية
في المغرب، حيث تمتزج العراقة بالضيافة، وجدت فنادق البوتيك بيئتها المثالية. فالمدن العتيقة مثل مراكش، فاس، شفشاون، طنجة، والصويرة تضم آلاف الدور التقليدية، أو ما يُعرف بـ”الرياض”، التي أعيد ترميم الكثير منها وتحويله إلى فنادق بوتيك بديعة.
تعزز هذه الرياضات تجربة السائح من خلال قربها من الأسواق، والحمامات التقليدية، والدورات الثقافية في الطهي أو الحرف، لتصبح جزءاً من الذاكرة وليس مجرد إقامة عابرة.
تونس… البوتيك يزدهر في قلب القصبة
أما في تونس، فقد بدأت فنادق البوتيك تفرض حضورها منذ مطلع العقد الأخير، خصوصاً بعد الانفتاح السياحي والتحول نحو استقطاب الزوار الباحثين عن العمق الثقافي، بعيداً عن السياحة الشاطئية الجماعية.
في المدينة العتيقة بتونس العاصمة، باتت دور أثرية قديمة تتحول إلى فنادق راقية، مثل “دار الجِلد” و”دار بن قاسم”، حيث تنصهر العمارة التونسية الأصيلة مع لمسات عصرية أنيقة.
وتعتبر قرطاج وسيدي بوسعيد من الوجهات المثالية لهذا النوع من الفنادق، حيث تضيف الإطلالة البحرية وروح المكان جمالية إضافية تعزز من جودة الإقامة. فندق “فيلا ديدون”، على سبيل المثال، يشكل نقطة التقاء بين التاريخ الروماني والمعاصرة الفندقية.