موسكو تفتح أبوابها للمسافرين العرب هذا الصيف

انطلقت العاصمة الروسية موسكو هذا الصيف بخطوات واثقة نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة للمسافرين العرب، حيث دشّنت موسمها الصيفي بداية يونيو بإطلاق فعاليات واسعة ضمن مشروع “صيف موسكو”، الذي يضم أكثر من ألف فعالية متنوعة تهدف إلى تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الثقافة، الفنون، الموسيقى، الترفيه، والطبيعة، في إطار من الاحترافية والترحيب الدافئ بالزوار من منطقة الشرق الأوسط.
حرصت موسكو على تصميم باقاتها السياحية لتتناسب مع خصوصية ومتطلبات المسافر العربي، حيث أطلقت دليلاً إرشاديًا متكاملاً بعنوان “دليل المسافر المسلم”، يتضمن معلومات دقيقة حول أماكن الصلاة، المطاعم الحلال، والمعالم التي تتيح للزائر الحفاظ على ثقافته الدينية والاجتماعية.
ويعزز هذا الدليل تجربة الزائر بتوافر خمسة مراكز استعلامات سياحية رئيسية تعمل باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب شبكة من المرشدين السياحيين الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، ما يجعل التواصل سلساً والمعلومات وافية.
وقد سخرت المدينة إمكانياتها لاستقبال هذا التدفق السياحي المتوقع، حيث توفر أكثر من ألفي فندق، تتنوع بين الفنادق الاقتصادية والمرافق الفاخرة المصنفة ضمن فئة الخمس نجوم، والتي تضم خدمات راقية مثل مراكز العافية، وأجنحة مجهزة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى طواقم عمل تتحدث العربية لتوفير أقصى درجات الراحة للضيوف.
كما تتوفر عروض مميزة للعائلات، من خلال المنتزهات المائية، المتاحف التفاعلية، مراكز العلوم، والحدائق العامة التي صممت لتواكب متطلبات المسافر العائلي العربي.
وتقدم موسكو في صيف 2025 برنامجاً ثقافياً زاخراً يستهدف جميع الفئات العمرية والاهتمامات، ومن أبرز الفعاليات التي يشملها الموسم: مهرجان “قصور موسكو” الذي يستضيف عروضاً تفاعلية في أكثر من أربعين قصرًا تاريخيًا، ومهرجان “مسارح الشوارع” الذي يقدم أكثر من ستمائة عرض فني في الهواء الطلق خلال 92 يومًا، إلى جانب مهرجان “الحدائق والزهور” الذي يحوّل شوارع موسكو إلى لوحات فنية مفعمة بالألوان، إضافة إلى ورش العمل الموسيقية والرسم الحي ضمن فعاليات “شارع. فن” و”شارع. رقص”.
وتستضيف حدائق موسكو الكبرى مثل حديقة غوركي ومركز المعارض حفلات موسيقية مفتوحة تشمل الجاز والروك، ما يمنح الزوار خيارات ترفيهية متعددة.
ولا تكتمل تجربة موسكو دون المرور بمحطات التسوق العالمية، حيث تفتخر المدينة بمراكز كبرى مثل “جوم” و”تسوم” التي تجمع بين الماركات الفاخرة والبوتيكات الراقية، إلى جانب أسواق الحرف اليدوية المحلية التي تعكس روح موسكو التراثية، خاصة جناح “صنع في موسكو” الذي يضم أكثر من 700 علامة تجارية روسية.
أما على مستوى الطهو، فتضم موسكو أكثر من 35 مطعماً توفر قوائم طعام مترجمة للعربية، وتقدّم تجربة مذاقية تجمع بين المأكولات الروسية التقليدية والمطابخ العالمية، في أجواء ملائمة للضيوف من مختلف الثقافات، مما يضمن تجربة ضيافة شاملة لا تقتصر على الإقامة والترفيه فقط، بل تمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية.
وتوفّر المدينة بيئة آمنة ومنظمة للسياح من خلال تسيير دوريات شرطة متعددة اللغات، وتعزيز منظومة الأمان عبر شبكة مراقبة ذكية تضم أكثر من 250 ألف كاميرا موزعة في مختلف أحياء العاصمة، ما يعزز من ثقة الزائر وطمأنته أثناء التجوال.
أما الإحصائيات الرسمية فقد كشفت عن تزايد ملحوظ في أعداد الزوار القادمين من منطقة الشرق الأوسط، حيث استقبلت موسكو في عام 2024 نحو 337,400 زائر من المنطقة، ما يمثل زيادة قدرها 1.4 ضعفاً مقارنة بعام 2023، فيما ارتفع عدد الزوار من دولة الإمارات إلى 62,100 مقارنة بـ18,000 فقط في عام 2019.
ويعود ذلك إلى تحسن خدمات الطيران المباشر، وتطوير الخدمات المقدمة للمسافرين العرب، والاهتمام بتوفير أجواء تجمع بين الفخامة، الطابع العائلي، والمراعاة الثقافية.