وجهات سياحية

مدن حول العالم تنبض بروح أوروبا الساحرة.. تعرف عليها

استطاعت العديد من المدن خارج القارة الأوروبية أن تجسد بمهارة معالم وروح الحضارة الأوروبية، مانحة الزائرين تجربة استثنائية تتنقل بهم بين أزقة لشبونة، وشرفات باريس، وساحات أمستردام، ولكن بعيدًا عن صخب السياحة وتكاليفها الباهظة.

ووسط هذا التنوع، برزت ثماني مدن موزعة في مختلف أنحاء العالم، استطاعت أن تحافظ على هذا التراث العابر للحدود بفضل تأثيرات الاستعمار والهجرة والتبادل التجاري، لتتحول إلى وجهات مدهشة تشبه أوروبا في ملامحها، دون أن تكون على خريطتها الجغرافية.

بدأت التجربة من مدينة ماكاو الصينية التي تألقت بمزيج فريد بين الهوية البرتغالية والعراقة الصينية، حيث ما تزال شوارعها المرصوفة بالحصى ومبانيها المطلية بألوان الباستيل تستدعي مشاهد من حي ألفاما في لشبونة، مع لمسات صينية حديثة أضافت بعدًا مختلفًا للتجربة البصرية والمعمارية، وجعلت من المدينة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2005.

في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، وتحديدًا في جنوب البرازيل، تستقبلك بلدة بلوميناو بأجواء ألمانية خالصة، حيث تُقام ثاني أكبر احتفالية لمهرجان أكتوبر خارج ألمانيا، في مدينة تفوح من جنباتها روائح النقانق وتردد أصداء الموسيقى البافارية، وسط هندسة معمارية نصف خشبية ومناهج تعليمية باللغة الألمانية.

وفي الولايات المتحدة، وتحديدًا في ولاية ميشيغان، تقدم مدينة هولاند لوحة هولندية بامتياز، تتزين بطواحين الهواء، ومهرجانات التوليب، ومنازل على الطراز الأوروبي، فيما تذكّر الزائرين بقنوات أمستردام التي تجري بمحاذاة مسارات الدراجات الهوائية.

وفي القارة الآسيوية، تحديدًا في الهند، تبرز بونديشيري كنافذة فرنسية تطل من جنوب آسيا، حيث لا تزال الفيلات ذات الطابع الأوروبي والأزقة المرصوفة ومطاعم تقدم الكريب والسلطات الباريسية تحاكي أجواء الريفييرا الفرنسية.

أما في أمريكا الجنوبية، فتخطف باريلوتشي الأنفاس بتضاريسها الشبيهة بجبال الألب، ومبانيها المصممة على الطراز السويسري، ما جعلها تُعرف بـ “سويسرا الصغيرة”، لا سيما مع تقاليد صناعة الشوكولاتة التي استقدمتها الجاليات الأوروبية، بينما تحافظ المدينة على روح أرجنتينية خاصة من خلال مشروب المتة الذي يفضله السكان على الشوكولاتة الساخنة.

في ناميبيا، تجسدت أوروبا في سواكوبموند، المدينة الساحلية التي أسسها الألمان كميناء استعماري، والتي لا تزال تحافظ على طابعها المعماري الفريد رغم إحاطتها بالكثبان الرملية الشاسعة، في تباين مذهل قلّما تراه في القارة السمراء.

وفي قلب المكسيك، تلمع مدينة بويبلا ببلاطها الخزفي “أزوليجوس” وتصاميمها المستوحاة من عصر النهضة، في تداخل واضح بين الطابع الإسباني والهوية المكسيكية التقليدية، ضمن تخطيط شبكي للمدينة يسهل التنقل فيها ويعزز من سحرها العمراني.

أما ختام الرحلة فكان في جالي بسريلانكا، المدينة التي تناوب على استعمارها البرتغاليون والهولنديون والبريطانيون، لترث منهم تراثًا معماريًا متنوعًا جعل من مقاهيها ومنازلها النصف خشبية مشهدًا يشبه ريف أوروبا، وسط طقس استوائي وطابع هادئ بعيد عن الزحام.

تُثبت هذه المدن أن التأثر بالثقافة الأوروبية لا يقتصر على الموقع الجغرافي، بل على التفاعل الحضاري وتبادل الثقافات، كما تقدم خيارات سياحية أقل تكلفة، وتمنح المسافرين فرصة اكتشاف روح أوروبا بعيون جديدة، في بيئات منسجمة مع التاريخ والحداثة، وملهمة لمن يبحث عن المتعة خارج المسارات التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى