وجهات سياحية

10 شواهد معمارية رومانية تخطف أنفاس عشاق التاريخ

سلط تقرير حديث الضوء على روائع العمارة الرومانية القديمة، التي ما تزال صامدة في وجه الزمن وتخطف أنظار محبي التاريخ والثقافة حول العالم، إذ لم تكن روما القديمة مجرد حضارة سياسية وعسكرية، بل كانت أيضاً منارة للابتكار المعماري، حيث قدمت للبشرية إرثاً غنياً من الهياكل التي تمزج بين الجمال الهندسي والوظيفة العملية، عبر إدخال تقنيات متطورة كالأقواس والخرسانة والطوب المحروق، مما أتاح لهم تشييد مبانٍ هائلة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا وتُعد شاهداً حياً على عبقرية تلك الحقبة.

بدأت روعة هذا الإرث في قلب الإمبراطورية، بمدينة روما، حيث يبرز الكولوسيوم كأيقونة لا مثيل لها، هذا المدرج الضخم الذي شُيّد في عهد الإمبراطور فيسباسيان وابنه تيتوس، كان يتسع لنحو 50 ألف متفرج، واحتضن عروضاً دموية هائلة استمرت لأيام طويلة.

ومن هناك، تمتد عبقرية الرومان إلى أقاصي الإمبراطورية، حيث تقف مدينة بعلبك اللبنانية شامخة بمعابدها الثلاثة: جوبيتر، باخوس وفينوس، التي أذهلت العالم بجمالها المعماري، رغم أن الزمن أبقى منها فقط ستة أعمدة شاهقة من الجرانيت، أما معبد باخوس فبقي متماسكاً بما يكفي ليكون أحد أفضل المعابد الرومانية المحفوظة في العالم.

وفي جنوب إيطاليا، ترقد مدينة بومبي التي التهمها بركان فيزوف عام 79 ميلادياً، لكنها بقيت محفوظة تحت الرماد، لتقدم للعالم نافذة دقيقة على حياة الرومان اليومية، كما كانت عليه منذ ألفي عام.

ولا يقل مدرج فيرونا إثارة، إذ صمد في وجه الزمن والزلازل منذ عام 30 ميلادياً، وما زال يحتضن عروض الأوبرا حتى يومنا هذا، في مشهد يمزج بين الماضي والحاضر.

وباتجاه شبه الجزيرة الأيبيرية، تحتضن مدينة سيغوفيا قناة مائية مذهلة بُنيت دون استخدام الملاط، وتُعد من أبرز الرموز الرومانية التي ما زالت تنقل المياه منذ آلاف السنين.

وعلى نهر التاجة في إسبانيا أيضاً، يعبر جسر ألكانتارا التاريخ، وقد صمد أمام الحروب والدمار، محتفظاً بقوس نصر فريد ومعبد صغير يخلدان الإمبراطور تراجان.

ولا يمكن إغفال المعالم العسكرية والدينية مثل سور هادريان في شمال إنجلترا، الذي امتد بطول 117 كيلومتراً ليحمي حدود الإمبراطورية من الغزاة، أو قلعة سانت أنجيلو التي كانت في الأصل ضريحاً للإمبراطور هادريان وتحولت لاحقاً إلى حصن ومتحف.

أما مسرح أسبندوس في تركيا فبقي شامخاً بكامل طابعه الأصلي، فيما يواصل برج هرقل، أقدم منارة عاملة في العالم، إنارة الشواطئ الإسبانية منذ القرن الثاني الميلادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى