جزيرة جيجو الكورية وجهة ساحرة لعشاق الطبيعة

اكتسبت جزيرة جيجو الكورية الجنوبية شهرة واسعة كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في شرق آسيا، لما تحتضنه من مناظر طبيعية خلابة وشواطئ نقية ومعالم جيولوجية فريدة، حيث تمتزج سحر الطبيعة البركانية مع هدوء البحر والمروج الخضراء في مشهد يأسر القلوب.

تقع الجزيرة قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، وتبعد نحو 60 كيلومتراً عن البر الرئيسي، لتشكل بذلك ملاذاً مثالياً للهاربين من صخب المدن والباحثين عن عطلة تجمع بين الراحة والمغامرة.

تضم الجزيرة عدداً من الشواطئ الرائعة مثل شاطئ “هيوبجي”، الذي يُعرف برماله البيضاء ومياهه الفيروزية الهادئة، وتحيط به تشكيلات صخرية سوداء ناتجة عن النشاط البركاني القديم.

أما هواة الطبيعة والمغامرة، فيمكنهم زيارة شلالات “تشيونجيون” و”جيونغ بانغ”، حيث تتدفق المياه من ارتفاعات شاهقة وسط غابات كثيفة، وتوفر هذه الشلالات مشهداً طبيعياً يخطف الأنفاس، خصوصاً في مواسم الأمطار.

يجذب جبل “هالاسان” الزوار بقمته التي ترتفع 1950 متراً فوق سطح البحر، ويعتبر أعلى نقطة في كوريا الجنوبية، وتتوفر مسارات متعددة للمشي عبر الجبل، متفاوتة في طولها وصعوبتها، تمر عبر معبد “غوانيموسا” حتى بحيرة “باينغوكدام” الغامضة التي تقع في فوهة البركان، وتعد هذه الرحلة تجربة ممتعة لعشاق المشي الجبلي، لا سيما وأن الجبل يحتفظ بجماله في جميع الفصول.

تُعد “سيونغسان إيلتشولبونغ”، وهي فوهة بركان تشكلت قبل أكثر من 100 ألف عام، واحدة من أجمل مواقع مشاهدة شروق الشمس في جيجو، تجذب هذه القمة البركانية آلاف الزوار كل صباح لمشاهدة لحظة بزوغ الشمس فوق البحر، في مشهد شاعري محفور في ذاكرة كل من يراه.

ولا تقل “قرية سونغوب الشعبية” سحراً، فهي تمنح زائريها رحلة عبر الزمن، حيث البيوت التقليدية ذات الأسقف القشية والحرف اليدوية التي تعكس روح الثقافة الكورية القديمة، ويتيح للزوار تجربة مباشرة لصباغة الأقمشة أو إعداد الأطعمة المحلية في ورش العمل.

من جهة أخرى، يقدم “متحف جيجو الوطني” تجربة تعليمية ممتعة تناسب جميع أفراد العائلة، حيث يعرض مقتنيات أثرية نادرة تعكس تاريخ الجزيرة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، الدخول مجاني، والمعروضات موضحة بعدة لغات لتناسب الزوار الدوليين.

ويُعتبر “مسار جيجو أولي” من أكثر الأنشطة المحببة لعشاق الاستكشاف، حيث يمتد على مسافة 425 كيلومتراً، موزعة على 26 مساراً توفر فرصة للمشي عبر المناظر الريفية والمرور بمقاهٍ ومطاعم محلية، وتمنح كل مسار منها نكهة خاصة، سواء عبر الساحل أو بين الحقول الزراعية.

ومع تعدد المهرجانات في “حديقة هويري الطبيعية”، مثل مهرجان الكوبية في الربيع أو الكاميليا شتاءً، يجد الزوار أنفسهم في قلب تجارب موسمية ممتعة تشمل ركوب الخيل وصيد السمك وأنشطة ترفيهية للأطفال، ما يجعل جيجو وجهة متكاملة تلبي تطلعات المسافرين من مختلف الأعمار والاهتمامات، وتُعد زيارة هذه الجزيرة تجربة لا تنسى لمن يرغب في اكتشاف الطبيعة الكورية بكل تفاصيلها الهادئة والجريئة.