OpenAI تقترب من إطلاق متصفح ذكاء اصطناعي جديد

أطلقت شركة OpenAI استعداداتها النهائية للكشف عن متصفح ويب جديد خلال الأسابيع المقبلة، مدعوماً بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى منافسة متصفحات تقليدية مثل Google Chrome، وجاء هذا الإعلان بعد أيام من ظهور متصفح Comet من شركة Perplexity، ومتصفح Dia التابع لشركة The Browser Company، لتشتد بذلك المنافسة على تقديم تجربة تصفح مختلفة وأكثر ذكاء.

استندت الشركة في تطوير المتصفح الجديد إلى رغبتها في تجاوز النماذج التقليدية للبحث والوصول إلى المعلومات، حيث يهدف المتصفح إلى إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في صميم تجربة التصفح، من خلال الاعتماد على قدرات نموذج ChatGPT أثناء تصفح المواقع أو البحث عن محتوى دون الحاجة إلى الخروج من بيئة الاستخدام، وهو ما يُتوقع أن يعيد تشكيل علاقة المستخدم مع الإنترنت.

اعتمدت OpenAI، وفقاً لما نشره موقع techcrunch، على تطوير المتصفح ليحتوي على وكيل ذكي باسم Operator وهو عبارة عن مساعد رقمي مدمج داخل المتصفح نفسه، يساعد المستخدم على تحليل وفهم المحتوى، وإجراء استفسارات متقدمة، ومقارنة النتائج، وإعادة صياغة النصوص، دون الحاجة إلى مغادرة صفحة التصفح، وبهذا النموذج، لن يُنقل المستخدم إلى مواقع أخرى بل سيبقى في سياق دردشة واحدة متكاملة.

أشار التقرير إلى أن OpenAI تسعى من خلال هذا المتصفح إلى السيطرة المباشرة على تجربة المستخدم بعيداً عن تحكم Google وسيطرتها على السوق، كما تسعى الشركة إلى استخدام المتصفح الجديد كأداة للوصول إلى البيانات بشكل مباشر، مما يسمح بتطوير ميزات مبتكرة وغير تقليدية في تجربة الاستخدام، وقد بدأت الفكرة عام 2024، ويبدو أن الإصدار الأولي سيظهر خلال عام 2025.

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة Similarweb، بدأ التأثير الفعلي لنماذج الذكاء الاصطناعي يظهر بوضوح على حركة زيارات المواقع، حيث أشار التقرير إلى انخفاض عدد زيارات نتائج البحث العضوية من 2.3 مليار زيارة في منتصف 2024 إلى أقل من 1.7 مليار الآن، وذلك بسبب التوجه المتزايد نحو استخدام ChatGPT كمصدر مباشر للمعلومة.

أظهر التقرير أيضاً نمواً كبيراً في نسبة الإشارات إلى الأخبار داخل ChatGPT بنسبة تجاوزت 212% بين يناير 2024 ومايو 2025، بينما ارتفع عدد الإحالات من ChatGPT إلى مواقع الأخبار من أقل من مليون إحالة في مطلع 2024 إلى أكثر من 25 مليون في 2025، بزيادة وصلت إلى 25 ضعفاً، وهو ما يعكس تغييراً عميقاً في سلوك المستخدم تجاه أدوات البحث.

أوضح محللو التقنية أن هذا التحول سببه انتشار استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة الرقمية اليومية، وهو ما أدى إلى انخفاض جدوى تقنيات تحسين محركات البحث التقليدية، وتراجع تأثير ترتيب نتائج البحث على حركة المرور للمواقع، حيث أصبحت الإجابات المباشرة داخل أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر تأثيراً في قرار المستخدم مقارنة بنتائج البحث القديمة.