مقالات

السفر مع مجموعات.. هل هو خيار مثالي..؟!

انتشر في السنوات الأخيرة السفر الجماعي مع وكالات السفر التي تنظم برنامجاً سياحياً متكاملاً بدءاً من حجز التذاكر والسكن وصولاً إلى تنظيم البرنامج والمرشد السياحي، بالإضافة إلى المواصلات، فما على المسافر سوى دفع الرسوم وتجهيز شنطة السفر، والمغادرة إلى الوجهة التي تم اختيارها. والسفر الجماعي أعنى به هو السفر مع مجموعة من الناس لربما قد تلتقي بهم لأول مرة تنظمه، هي بالتأكيد تجربة فريدة ووسيلة للاسترخاء وخيار مثالي، تجمع فوائد اجتماعية ونفسية عديدة خاصة لأولئك الذين يسافرون للمرة الأولى مما يعزز لديهم الثقة والاستمتاع.

هناك من يفضّل السفر الجماعي مع وكالات السفر والبعض لا يحبذ ذلك، ولاشك بأن لكليهما جوانب إيجابية وجوانب سلبية. السفر متعة ولكن التخطيط والتنظيم والحجز قد يكون مصدراً للتوتر والقلق للبعض، لذلك وكالة السفر تتكفل في ذلك وتتحمّل جميع المسؤوليات من خلال خبراتهم في شؤون السفر ومعرفتهم عن الأماكن السياحية لتكون زيارة آمنة ومريحة، فهي بالتأكيد تخفّف من عبء التخطيط وتضمن للسائح سفرة ممتعة، فالسفر مع مجموعات له من الفوائد والأثر على المسافر منها توفر فرصة رائعة لبناء وتعزيز العلاقات الاجتماعية والمشاركة في تجارب جديدة.

تخلق هذه الرحلات المشتركة ذكريات لا تنسى تُسهم في تعزيز العلاقات الأسرية والصداقات، وهي فرصة للتعرّف على شخصيات جديدة من خلفيات متنوعة، وهذا يمكن أن يخفف من الشعور بالوحدة خاصة المسافرين بمفردهم، كما أن السفر مع مجموعات يوفر دعماً نفسياً قوياً من خلال الاعتماد على الآخرين في بعض المواقف، مما يقلل من القلق والتوتر، كما أن المشاركة في الأنشطة تعزّز من الشعور بالانتماء من خلال مشاركة الآخرين لتبقى الذكريات في الأذهان تسهم في بناء الروابط مع المجموعة وكذلك تطوير مهارات جديدة منها تحسين مهارات التواصل، وكيفية التنقل لأماكن جديدة والكثير عن عادات وتقاليد البلد وفهم لثقافات متنوعة تثري تجربة السفر، وتساعد في تجديد الطاقة وتحسين المزاج.

كثيراً ما أنصح العوائل الذين لديهم أطفال أو شباب منعزلون عن المجتمع أو عندهم بعض الجوانب النفسية أو الانطواء في عالم يتزايد فيه الشعور بالوحدة، أحثهم على السفر والسفر مع مجموعات، فهي وسيلة فعّالة لتحسين الصحة النفسية مما يتيح للمنعزلين التفاعل مع الآخرين من خلال المشاركة في العمل الجماعي ويعزز من قدرتهم في التعامل مع المواقف الجديدة ويخفف من مستويات التوتر، ولكن من المهم أن تسهم الأسرة في ذلك من خلال على سبيل المثال توجيه الأطفال والمراهقين المنعزلين لمساعدة بعض الأشخاص لحمل حقائب السفر أو ترتيبها داخل الباص، يمكن مساعدة المرشد السياحي في التنظيم والمساهمة في عد المسافرين أو توجيههم أو تقديم المشروبات أثناء التنقل في الباص، وتقديم المساعدة عند الحاجة، فتلك الأمور البسيطة يمكن أن تكون فارقاً مهماً في نفسية هذه الفئة وهي بمثابة عمل تطوعي أثناء السفر، وكلما استشعرت هذه الفئة بأن هناك من يحتاجهم يشعرون بالفخر والمسؤولية ومع الوقت سوف يعزز ذلك من مهاراتهم، من أهمها التواصل الفعّال مع الآخرين، والأهم من ذلك ستجد الأسرة بعد فترة بأن هذا الطفل أو المراهق سوف يبادر من نفسه للمساعدة ولا يحتاج إلى توجيه أسرته. وللأمانة وجدت كثيراً كيف يساهم السفر مع المجموعات في تحسين الثقة لهذه الفئة ويعزز لديهم الروابط الإنسانية ويفتح لهم أبواباً وفرصاً للنمو الشخصي والتفاعل الاجتماعي؛ لذلك فإن السفر مع المجموعات له فوائده ومميزاته أكثر من سلبياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى