إدراج موقع “الفاية” ضمن اليونسكو اعتراف أممي بثراء تاريخ الإمارات

سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة نوعية جديدة في مسيرتها الثقافية، بعد أن نجحت في تسجيل موقع “الفاية” الأثري الواقع في إمارة الشارقة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، خلال الدورة السابعة والأربعين للجنة التراث العالمي التي انعقدت في العاصمة الفرنسية باريس، وهو ما يمثل إنجازاً تاريخياً جديداً يؤكد المكانة المتصاعدة للإمارات في مجال حفظ التراث الإنساني.
جاء هذا القرار ليمنح موقع “الفاية” بعداً عالمياً مستحقاً، لما يمثله من أهمية تاريخية وعلمية فريدة، حيث يعد الموقع واحداً من أقدم السجلات المتصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، ويُقدّر عمره بأكثر من 200 ألف عام، وقد أدى هذا الامتداد الزمني الطويل إلى اعتباره شاهداً نادراً على مراحل تطور الإنسان، وقدرته على التكيّف مع البيئات القاسية عبر آلاف السنين، وهو ما منح الموقع تصنيف «قيمة عالمية استثنائية» من قبل اليونسكو.
ويُعد إدراج “الفاية” في قائمة التراث العالمي شهادة دولية على الجهود الإماراتية الحثيثة والمستمرة في مجال صون التراث الثقافي والطبيعي، كما يعكس التزام الدولة بالحفاظ على إرثها الإنساني والحضاري، والعمل على تعريف العالم بكنوزها التاريخية.
ومن خلال هذا الإنجاز، تنضم الإمارات إلى قائمة نخبة من الدول التي تمتلك مواقع مسجلة عالمياً، حيث يبلغ عدد مواقع التراث العالمي حالياً 1226 موقعاً موزعة على 168 دولة، منها 955 موقعاً ثقافياً و231 موقعاً طبيعياً و40 موقعاً مختلطاً، فيما يبلغ عدد المواقع العربية المدرجة ضمن هذه القائمة 96 موقعاً موزعة على 18 دولة.
وفي هذا السياق، قدّم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت تهنئته لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، بمناسبة إدراج “الفاية” ضمن قائمة اليونسكو، معبّراً عن فخره واعتزازه بهذا النجاح الثقافي.
كما نقل المجلس تهنئة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، الذي أشاد بما وصفه بـ”الإنجاز المستحق”، مؤكداً أن هذا الاعتراف الأممي يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في مجال الثقافة وحماية التراث.
وشدّد المجلس الكويتي على أن هذا الحدث لا يمثل فقط تتويجاً لجهود دولة الإمارات، بل يعد نموذجاً ملهمًا لكل الدول العربية في العمل على تسجيل مواقعها الأثرية وتاريخها العريق ضمن القائمة العالمية، بما يعزز من الوعي الثقافي العالمي بقيمة المنطقة ومساهمتها التاريخية في الحضارة الإنسانية.
ويمثّل إدراج “الفاية” في قائمة التراث العالمي أيضاً دعوة مفتوحة للباحثين والمؤرخين والزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف تاريخ المنطقة، وفهم التحولات التي شهدها الإنسان في بيئة قاسية كالصحراء، إذ يعتبر الموقع بمثابة أرشيف طبيعي حيّ لتاريخ تطوّر الإنسان من العصر الحجري وحتى العصور اللاحقة، ويُتوقع أن يسهم إدراجه في زيادة حركة السياحة الثقافية والبحث العلمي في إمارة الشارقة خاصة، ودولة الإمارات بشكل عام.