مقالات

حين يتحول فنجان القهوة إلى تجربة سفر

لم تعد المقاهي مجرد محطات استراحة في جدول السائح اليومي، بل تحولت إلى وجهات بحد ذاتها، تستحق التخطيط والزيارة والتوثيق. في مدن مثل بانكوك وإسطنبول وكيب تاون، أصبح للمقهى وظيفة تتجاوز تقديم القهوة؛ إنه مساحة للتجربة، للتصوير، للتواصل الثقافي، بل وحتى للانتماء المؤقت إلى المدينة.

قبل سنوات، كانت القهوة جزءاً من الرحلة، اليوم أصبحت سبباً لها
يبحث الكثير من المسافرين على منصات مثل إنستغرام وتريب أدفايزر عن “أجمل كوفي في المدينة”، أو “أكثر كافيه يستحق الزيارة”، ليبني عليه جدول يومه

وسبق لي السفر
لتجربة القهوة المختصة في مقهى يبعد عن العاصمة التايلاندية بانكوك حوالي ساعه

ولا يقتصر الأمر على التصميم الداخلي أو نوعية القهوة فقط، بل يتعداه إلى الهوية البصرية، الخلفيات التي تصلح للتصوير، وحتى الأطباق المستخدمة في التقديم.

في بانكوك مثلاً، ظهرت موجة من المقاهي التي تمزج بين الفن المعماري العصري واللمسات التايلاندية، وتوظّف الزهور الطبيعية، والموسيقى الهادئة، والإضاءة المدروسة لخلق “مزاج” خاص بكل مقهى. أما في إسطنبول، فانتشرت المقاهي المطلة على البوسفور والتي تقدم تجربة بصرية وتاريخية في آنٍ واحد، حيث يمكن للزائر ارتشاف قهوته بينما يستشعر عراقة المدينة التي تربط بين قارتين.

كيب تاون: القهوة في حضن الطبيعة

أما كيب تاون، فقد رفعت سقف التوقعات من خلال مقاهٍ تقع وسط الطبيعة الخلابة، على مقربة من جبال “تيبل ماونتن” أو الشواطئ البيضاء، حيث لا تفصل بينك وبين البحر إلا نافذة زجاجية ضخمة. مقاهٍ تقدم حبوب قهوة محمصة محلياً، وتُعرّفك على ثقافة جنوب إفريقيا من خلال النكهات، والديكور، وحتى نوع الموسيقى.

السياحة في فنجان

تقول الإحصائيات إن السياح باتوا يخصصون وقتاً أكبر للجلوس في المقاهي، لا سيما أولئك الذين يسافرون منفردين أو يبحثون عن لحظة تأمل في خضم الزحام السياحي. ولم يعد من الغريب أن نجد مقهى يظهر في قوائم “أفضل 10 أماكن يجب أن تزورها في المدينة”.

لقد أصبح “الكوفي” تجربة متكاملة تجمع بين الذوق والفن والثقافة، وجزءاً من الذاكرة البصرية والذهنية للمسافر. فكما يلتقط الزائر صورة أمام معلم تاريخي، يلتقط صورة لفنجانه أمام نافذة في مقهى بتوقيع محلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى