الكورنيش الجنوبي في اللاذقية يتحول إلى واجهة حيوية

يمتد الكورنيش الجنوبي في مدينة اللاذقية على طول الساحل الجنوبي للمدينة، ويمثل واحدًا من أبرز المواقع الطبيعية والعمرانية التي تحاكي تطور المدينة وتحولها التدريجي إلى وجهة بحرية متكاملة.
ويقع هذا الكورنيش عند أقصى نقطة في جنوب المدينة على امتداد خط الساحل الذي يربط بين الشمال والجنوب، حيث يتقاطع مع التكوينات الجغرافية التي تشكل مزيجًا من اليابسة والبحر، ويبرز من بينها رأس بري كبير يتوغل بعمق في المياه، ويُعد هذا الرأس أحد الملامح المميزة لطبيعة الموقع.
ويتخذ الكورنيش الجنوبي طابعًا عمرانيًا متغيرًا تبعًا لتطور المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ويُعد موقع حارة المحجازي في منتصف الامتداد الجنوبي من بين أبرز النقاط المعمارية التي ترسم شكل الكورنيش، إذ يقع هذا الحي في قلب الكورنيش مكوّنًا مثلثًا جغرافيًا فريدًا، تمتد قاعدته من جهة الشمال بين جسري خندق القطار المؤدي إلى المرفأ البحري، وتنتهي رؤوسه بصخرة شهيرة تُعرف محليًا باسم صخرة الانتحار، وهي عبارة عن تلة صخرية بارزة داخل البحر تُشكل نقطة التقاء مائية جذبت اهتمام السكان والزوار، كما تحمل طابعًا رمزيًا في ذاكرة أهل المدينة.
ويتوسط الكورنيش عدد من المشروعات الخدمية والسياحية التي ما تزال في مراحل التوسع والتطوير، حيث تسعى الجهات المعنية إلى استغلال طبيعة الموقع لتحويله إلى واجهة بحرية منظمة تحتوي على ممشى عام ومساحات خضراء ونقاط ترفيهية تدمج بين المظهر الجمالي والخدمات العامة.
كما تُشكل الجسور التي تربط بين أطراف المنطقة بنية تحتية داعمة للحركة داخل الموقع، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني باتجاه الشواطئ.
وتشهد المنطقة المحاذية للكورنيش محاولات لإنعاش الحياة الاجتماعية والسياحية عبر تنشيط الفعاليات المحلية، وإتاحة الفرص أمام مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة، في ظل أهمية الموقع الذي يشرف مباشرة على البحر، ويُعد بوابة بحرية للمدينة لا تقل أهمية عن الكورنيش الشمالي.
وتبقى صخرة الانتحار من أبرز النقاط المثيرة للاهتمام، سواء كرمز محلي أو كموقع طبيعي يلفت الأنظار، ويجمع بين جاذبية المنظر وأهمية الموقع.