السياحة تنعش مرتفعات جازان وتحوّلها لوجهة صيفية متميزة
تُنعش السياحة المرتفعات الجبلية في منطقة جازان، لتتحول إلى واحدة من أبرز الوجهات الصيفية في المملكة، حيث تحتضن هذه المناطق مقومات طبيعية وسياحية استثنائية تجمع بين اعتدال المناخ، وجمال التضاريس، وغنى التنوع البيئي والثقافي.
وتشكّل محافظات “فيفا، الداير بني مالك، العيدابي، العارضة، الريث، وهروب” قلب هذه المرتفعات النابض، بما تزخر به من جبال شاهقة وغابات كثيفة ومدرجات زراعية تبهج العين وتثير الدهشة، لتصبح مع مرور الوقت مركز جذب متنامٍ للزوار والمستثمرين على حد سواء.
وتتفرّد مرتفعات جازان بمناخها المعتدل على مدار العام، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية في مشهد السياحة الداخلية، خاصة خلال فصل الصيف، حين يبحث كثيرون عن ملاذ طبيعي يقيهم حرارته ويمنحهم تجربة مختلفة، كما أنها تحتضن مقومات بيئية فريدة تتنوع بين المحاصيل الزراعية، والأنواع النباتية المحلية، والموروث الثقافي العريق، ما يجعلها خياراً مثالياً لعشاق السياحة البيئية، والرحلات العائلية، والتجارب المرتبطة بالمغامرات الجبلية.
ويجد الزائر إلى هذه المرتفعات تجارب لا تُنسى تبدأ من المشي في الممرات الجبلية المحاطة بالأشجار، وتسلق المنحدرات، والتمتع بجلسات تأمل وسط الطبيعة، وتمتد إلى التخييم في أحضان الضباب، ومشاهدة السحب تنسدل على القمم في مشهدٍ نادر، يُضفي طابعاً شاعرياً على الرحلة.
ولا تقتصر المتعة على المناظر فقط، بل تُكملها الأنشطة المتنوعة التي تناسب كافة الأعمار، مثل رحلات التصوير الفوتوغرافي، والرحلات الاستكشافية، وزيارة القرى الجبلية التي لا تزال تحتفظ بطابعها التقليدي، مما يمنح الزائر شعوراً بالأصالة والارتباط بالهوية السعودية.
وتتواكب هذه الحركية السياحية المتصاعدة مع جهود حكومية متواصلة، إذ تولي القيادة الرشيدة اهتماماً بالغاً بتنمية هذه المناطق ضمن إطار رؤية المملكة 2030، بهدف تنشيط الاستثمار في قطاعات السياحة والزراعة والبنية التحتية.
وتُعد هيئة تطوير المناطق الجبلية بجازان شريكاً أساسياً في هذا المسار، حيث تعمل بالتنسيق مع إمارة المنطقة والجهات المعنية لتسهيل الإجراءات، ودعم المشاريع النوعية، وتقديم الحوافز التي تجعل من هذه المرتفعات بيئة جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال.
ومع ازدياد عدد المشاريع السياحية والمنتجعات البيئية في هذه المحافظات، تواصل مرتفعات جازان ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية رائدة تجمع بين الجمال الطبيعي والفرص الاستثمارية، لتصبح وجهة مثالية لكل من يسعى إلى قضاء صيفٍ مختلفٍ يجمع بين الاسترخاء والمغامرة، وبين الراحة والتنوع الثقافي في بيئة تحتضن الإنسان والطبيعة في تناغم فريد.





