“طوق”.. أول عرض مسرحي سعودي في فرينج الدولي
أطلقت المملكة العربية السعودية أول عروضها المسرحية على المسرح العالمي من خلال العرض الأول لمسرحية “طوق” ضمن فعاليات مهرجان “فرينج” الدولي المقام حاليًا في العاصمة الأسكتلندية إدنبرة، في خطوة تاريخية تؤكد تنامي حضور المسرح السعودي على الساحة الثقافية العالمية، وتعكس طموحات المملكة في تصدير الفن المحلي وتعزيز مشاركة المواهب الوطنية في الفعاليات الدولية.
جاءت هذه المشاركة ضمن فعاليات مهرجان يُعد من الأكبر عالميًا في مجال الفنون الأدائية، حيث يقام تحت شعار “أصوات من مسارح العالم”، ويشارك فيه أكثر من ألفي فنان يمثلون 256 دولة، ويقدمون ما يزيد عن 3300 عرض فني متنوع، مما يمنح الفنانين السعوديين فرصة استثنائية للتواصل الثقافي والانفتاح على تجارب فنية جديدة، تساهم في تطوير قدراتهم وتعزيز حضورهم المهني دوليًا.
نُفذ عرض مسرحية “طوق” بدعم من هيئة المسرح والفنون الأدائية، وذلك ضمن برنامج “ستار” المخصص لدعم الإنتاج المسرحي المحلي وتحفيز الشباب السعودي على الإبداع المسرحي، كما تأتي هذه الخطوة تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على تنمية القطاع الثقافي، وتمكين المواهب الوطنية، وخلق فرص للعرض الخارجي للأعمال الفنية السعودية في منصات ذات طابع عالمي.
تناقش المسرحية، التي عُرضت بنسخة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، موضوعات إنسانية عميقة من خلال حبكة درامية رمزية تتناول واقع الإنسان المعاصر، وتسلّط الضوء على التحديات النفسية التي يواجهها الأفراد في بيئة روتينية قاتمة، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى جمهور عالمي يشارك هذه الانشغالات في سياقات اجتماعية مختلفة.
يُنظر إلى هذه المشاركة باعتبارها خطوة استراتيجية لترسيخ الهوية الثقافية السعودية في قلب المشهد الفني الدولي، حيث تتيح للمبدعين السعوديين فرصة التفاعل مع مدارس فنية متنوعة، إلى جانب إبراز القدرات الإبداعية المحلية في صياغة محتوى فني يتسم بالاحترافية والتأثير، ويجمع بين الرؤية الفنية المعاصرة والجذور الثقافية الأصيلة.
تستمر عروض المسرحية حتى الخامس من أغسطس الجاري، وسط تفاعل إيجابي من جمهور المهرجان والنقاد الفنيين، في مؤشر واضح على أن الفن السعودي بات على أعتاب مرحلة جديدة من الحضور والتأثير في المهرجانات العالمية، خاصة تلك التي تحتفي بالتنوع الثقافي والحوار الفني العابر للحدود.





