مهرجان بيت حائل يستقطب أكثر من 112 ألف زائر وسط أجواء تراثية
استمتع أكثر من 112 ألف زائر وزائرة بفعاليات مهرجان “بيت حائل 2025” الذي نُظم في أجواء تراثية وثقافية أصيلة، جسدت ملامح الهوية السعودية وعمق الانتماء الشعبي للموروث المحلي، حيث شكّل الحدث مناسبة استثنائية لعرض الحرف اليدوية والفنون التقليدية ضمن قالب احتفالي يعكس تنوع الثقافة الوطنية وثرائها.
أُقيم المهرجان في نسخته الرابعة تحت شعار “البيت بيتكم.. يا بعد حيي”، وشهد تقديم أكثر من 40 فعالية موزعة على أجنحة وأركان متعددة، أبرزها حرف صناعة الخوص والسدو والمنسوجات اليدوية، إلى جانب حياكة الكروشيه، حيث تفاعل الزوار مع الحرفيين وتعرفوا عن قرب على تفاصيل مراحل التصنيع التقليدي التي كانت تُعتمد في البيوت السعودية قديماً.
ضم المهرجان أيضًا مجموعة واسعة من الحرف الأخرى التي حظيت بأركان مستقلة، مثل صناعة الأخشاب وخرازة الجلود ومشغولات الليف، كما جذب فن صناعة الراتنج اهتمام الزوار، إلى جانب عرض مشغولات الصابون الطبيعي، وركن “مبخرة حائل” الذي جسّد تقاليد العطور والبخور في المنطقة، في حين حظي جناح الفن التشكيلي بمشاركات مميزة لفنانين محليين عرضوا لوحاتهم أمام الجمهور.
لم تقتصر فعاليات المهرجان على المعروضات، بل تضمنت كذلك مساحات تفاعلية حيّة، حيث خُصصت مناطق مفتوحة للمواهب الشابة لعرض إبداعاتهم أمام الحضور، في مزيج من الترفيه والتفاعل المباشر، مما أضفى على الحدث أجواء نابضة بالحياة، وساهم في تعزيز روح المشاركة المجتمعية، إلى جانب تحفيز الإبداع لدى فئة الشباب.
وشهد المهرجان حضورًا لافتًا من العائلات، التي توافدت للاستمتاع بتجربة غنية، جمعت بين الترفيه والمعرفة، كما حظيت الأكلات الشعبية بدور بارز، حيث توزعت في أجنحة مختلفة عرضت مأكولات حائلية شهيرة وسط ترحيب واسع من الزوار، في مشهد أعاد للأذهان أجواء الأسواق الشعبية القديمة.
يعكس تنظيم مهرجان بيت حائل الاهتمام المتزايد بإحياء التراث المحلي وتقديمه بطريقة معاصرة، تتناغم مع تطلعات المملكة نحو تنشيط القطاع السياحي والثقافي، في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030، كما يتوافق توقيت الحدث مع إعلان 2025 عامًا للحرف اليدوية، مما أضفى على الفعاليات بعدًا رمزيًا يعزز من مكانة الحرفيين ويكرّس حضورهم في المشهد الثقافي الوطني.
