إرث الكرم والمناظر البانورامية يلتقيان عند جبل السمراء في حائل

يُطل جبل السمراء من شرق مدينة حائل كأحد أبرز المعالم الطبيعية والسياحية في المنطقة، حيث أصبح وجهة مفضلة للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، لما يتمتع به من موقع استثنائي وتاريخ متجذر في الذاكرة العربية، تجسده العلاقة الوثيقة التي تربط الجبل بشخصية حاتم الطائي، رمز الكرم العربي الأصيل، الذي اتخذ من قمته موقدًا يهتدي إليه عابرو السبيل في دعوة مفتوحة للمأوى والطعام.

يمتد الجبل بتضاريسه المتنوعة التي تشمل السهول والشعاب المحيطة، ويرسم بإطلالته على مدينة حائل مشهدًا بانوراميًا فريدًا يختزل الجمال الطبيعي للمنطقة، ويمنح الزائرين فرصة لمعايشة تجربة بصرية مبهرة، خاصة عند غروب الشمس، حين تتعانق الألوان مع خطوط الأفق في صورة لا تُنسى، وقد عززت هذه الجمالية من حضور الجبل ضمن فعاليات صيف السعودية 2025 تحت شعار “لوّن صيفك”، ليصبح من أبرز محطات الجذب في الموسم السياحي.

يشتهر جبل السمراء بمتنزه واسع يقع على سفحه، يُعد من أكبر المتنزهات العامة في منطقة حائل، حيث تبلغ مساحته نحو مليون متر مربع، ويضم بحيرة صناعية ومساحات خضراء مترامية تُحيط بها مسارات مخصصة للمشي، ومناطق ترفيهية متنوعة تشمل ألعاب الأطفال، وشلالات ومسابح، ومرابط خيل تتيح للزوار فرصة ركوب الخيل ضمن بيئة آمنة وطبيعية.

كما يحتضن المتنزه 90 شاليهًا توفر للزوار خيارات إقامة عائلية مريحة، إضافة إلى مرافق خدمية وترفيهية مثل السوق الشعبي، والملاهي، والمطاعم والمقاهي التي تقدم تجربة طعام تقليدية وحديثة في آنٍ واحد، إلى جانب ساحات الفعاليات الموسمية والجلسات المفتوحة التي تناسب مختلف الفئات العمرية، مما يجعل من المتنزه وجهة مثالية لقضاء العطلات الأسبوعية والمواسم الصيفية.

يُعد “جبل السمراء” أكثر من مجرد معلم طبيعي، فهو شاهد حي على حكايات الكرم والترحاب، ومقصد سياحي يُجسد التقاء الأصالة بالجمال، ما يعزز مكانة حائل كوجهة سياحية نابضة بالإرث والتجديد، خاصة في ظل الجهود الرامية إلى تطوير المواقع السياحية والتراثية ضمن رؤية المملكة 2030.