الأخبار

فريق بحثي يوثق أقدم تمساح إفريقي منقرض يعود إلى 90 ألف عام

أعلن فريق علمي مشترك من السودان وألمانيا عن اكتشاف أحفورة لتمساح منقرض في شرق السودان، يعود تاريخه إلى نحو 90 ألف سنة، ويُعتقد أنه عاش خلال أواخر العصر البليستوسيني.

وقد جاء هذا الاكتشاف في إطار دراسة علمية نُشرت حديثًا في مجلة “ساينتفك ريبورتس”، حيث اعتمد الباحثون على جمجمة شبه مكتملة عُثر عليها ضمن تكوينات رسوبية قديمة موثقة جيولوجيًا على ضفاف نهر عطبرة، ما يمنح الاكتشاف أهمية علمية نادرة في مجال الحفريات الفقارية.

يمثل هذا التمساح، الذي أُطلق عليه اسم “كروكودايلوس سوداني”، أول نوع من التماسيح يُصنَّف رسميًا من تلك الحقبة داخل القارة الإفريقية، إذ تشير الدراسة إلى أن الخصائص التشريحية التي يتميز بها لا تشبه أي نوع من التماسيح المعروفة حاليًا، ما يفتح المجال أمام احتمالات جديدة حول تطور الزواحف في إفريقيا، ويعزز فرضية وجود سلالات مستقلة بقيت مغمورة لمئات آلاف السنين، بسبب ندرة العينات أو التشابه الظاهري مع أنواع أكثر شيوعًا.

اعتمد الفريق في تحليلاته على تقنيات دقيقة للفحص المقطعي ثلاثي الأبعاد، إلى جانب دراسات مورفولوجية متعمقة، كشف خلالها الباحث الجيولوجي خلف الله صالح، من متحف التاريخ الطبيعي في برلين وجامعة النيلين في الخرطوم، أن الجمجمة المكتشفة أظهرت سمات غير مسبوقة، من بينها ارتفاع واضح في الجزء العلوي من الفك، وغياب العظم الخلفي والسفلي من سقف الجمجمة، وفتحات أنفية أمامية تتجه للأعلى، إلى جانب بروزات عظمية مميزة في مقدمتها، ما يدل على تنوع كبير في تطور الجنس الحيواني “كروكودايلوس”.

أوضح صالح أن هذه السمات لم تُسجل من قبل لدى أي من التماسيح الإفريقية المعروفة، مثل تمساح النيل أو تمساح غرب إفريقيا، ما يرجح أن النوع المكتشف ينتمي إلى فرع تطوري مستقل لم يكن في الحسبان، مؤكداً أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم تنوع الزواحف القديمة في البيئة الإفريقية، وتسلط الضوء على احتمال وجود تمساحيات إقليمية متمايزة ظلت مخفية لعقود بسبب محدودية الدراسات المقارنة السابقة.

ورغم أن التحليل اعتمد على عينة واحدة من موقع جيولوجي واحد، إلا أن الفريق البحثي يرى أن هذه العينة تشكل بداية مهمة لدراسة سلالات تمساح نادرة في القارة، داعيًا إلى إجراء المزيد من البحوث الميدانية في المنطقة الشرقية من السودان، التي قد تكشف عن مزيد من الأسرار المدفونة منذ آلاف السنين، وتعيد رسم خريطة التطور الحيواني في إفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى