نقل سياحي

الألمان يواصلون السفر بكثافة رغم ارتفاع الأسعار وتحديات الاستدامة البيئية

كشف استطلاع رأي حديث عن استمرار ارتفاع إقبال الألمان على السفر، رغم تصاعد المخاوف البيئية وزيادة التكاليف، في دلالة واضحة على أن الرغبة في استكشاف الوجهات الجديدة والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية لا تزال أولوية للعديد من المسافرين في ألمانيا، حيث أظهرت النتائج أن الاهتمام بالاستدامة لا يشكل عاملاً حاسماً لدى غالبية المسافرين عند تحديد وجهة السفر.

أُجري الاستطلاع بتكليف من مؤسسة الدراسات المستقبلية في مدينة هامبورغ، وشارك فيه عدد كبير من المواطنين الألمان من مختلف الفئات العمرية، وقد أشار 17% فقط من المشاركين إلى أن الاعتبارات البيئية تأتي قبل السعر عند التخطيط للسفر، وهو ما يعكس استمرار تأثير الجوانب الاقتصادية على اتخاذ القرار، حتى في ظل تزايد الحديث عن تأثيرات التغير المناخي وضرورة تقليل الانبعاثات.

بيّنت الدراسة وجود فوارق واضحة بين الأجيال في طريقة التخطيط لعطلاتهم، حيث أظهر المسافرون من الفئة العمرية الأكبر من 65 عامًا ميلاً أكبر لتنظيم رحلاتهم بشكل مستقل دون الاعتماد على شركات السفر أو العروض السياحية المجمعة، واستعانوا في ذلك بالأدوات الرقمية بشكل متزايد، حيث يقوم 64% منهم بمقارنة العروض المختلفة وترتيب خطط الإقامة والأنشطة بأنفسهم، في حين كانت هذه النسبة أقل بكثير لدى الشباب دون سن الثلاثين، الذين مالوا إلى اختيار العروض المعيارية والمخططات الجاهزة.

أوضح أولريش راينهارت، المدير العلمي للمؤسسة القائمة على الاستطلاع، أن نتائج الدراسة تتحدى الصور النمطية، حيث أن جيل الشباب، رغم ارتباطه الوثيق بالتقنيات الرقمية، يُظهر ميولًا أوضح نحو الاعتماد على عروض السفر المعلبة، بينما يتجه كبار السن لاستخدام الإنترنت وأدوات المقارنة بمرونة أكبر لاتخاذ قراراتهم بشكل مستقل، مما يعكس خبرة أوسع وثقة أكبر في التعامل مع الخيارات الرقمية.

أظهرت النتائج كذلك أن نحو 14% من المشاركين تأثروا بالمحتوى الإلكتروني في خطط سفرهم، خاصة من خلال مراجعات المستخدمين ومقاطع الفيديو الترويجية على المنصات الرقمية، بينما أشار 5% فقط إلى أن خيارات الطعام النباتي والخضري الصرف كانت عاملاً مؤثراً في اختيارهم للوجهة السياحية، ما يعكس تأثيرًا محدودًا لهذه المعايير لدى غالبية الألمان حتى الآن.

رغم التباين في الاهتمامات، أجمع المشاركون من جميع الفئات العمرية على الرغبة في مزيد من الحرية والمرونة عند تصميم رحلاتهم، حيث أظهرت الدراسة أن العروض السياحية الجامدة لم تعد تلبي تطلعات المسافرين الذين يبحثون عن تجارب مخصصة تتماشى مع ميولهم الخاصة، وهو ما دفع المختصين في القطاع إلى دعوة الشركات السياحية لتقديم خطط مرنة وتفاعلية تُناسب التغير في السلوك الاستهلاكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى