ورش الخط العربي في الدرعية تحيي التراث بأسلوب تفاعلي حديث

تستقطب فعالية “صيف الزلال” في حي البجيري التاريخي بمحافظة الدرعية اهتمام الزوار بشكل أسبوعي، من خلال ورش فنون الخط العربي التي تُقام كل خميس وجمعة، حيث تقدم للزائرين من مختلف الأعمار تجربة فريدة تجمع بين التفاعل المباشر مع الخطاطين، والاستمتاع بجمالية فن أصيل يمثل أحد أبرز أوجه الهوية الثقافية في المملكة، وتستمر الفعالية حتى 30 أغسطس الجاري ضمن أجواء تراثية مميزة.

تتيح هذه الورش للزوار فرصة كتابة أسمائهم بأنماط متنوعة من الخطوط العربية، مثل الثلث والثلث الجلي والديواني والكوفي المصحفي، وسط أجواء حية تُبرز سحر الحرف العربي وتعيده إلى الواجهة، بطريقة تمزج بين الأصالة والحداثة، وقد لاقت هذه الفعاليات إقبالًا لافتًا من محبي الفن والتراث، حيث باتت محطة رئيسية في برنامج الزوار الذين يتوافدون إلى الدرعية للاستمتاع بالتجربة.

أوضح الخطاط السعودي أيمن الخضراء، أحد المشاركين في الفعالية، أن مشاركته تهدف إلى تقديم الفن بصورة معاصرة، من خلال كتابة أسماء الزوار بطريقة جمالية تبعث فيهم الحماس وتعرّفهم على أسرار هذا الفن العريق، وأشار إلى أن هذا النوع من الأنشطة يسهم في تنشيط الجانب الإبداعي لدى الزوار، خاصة من فئة الشباب، كما يشجع المواهب الناشئة على التعمق في فنون الخط العربي ومواصلة تطوير مهاراتهم.

أكد الخضراء أن بداية رحلته مع الخط تعود إلى مرحلة الدراسة، حيث تلقى الأساسيات قبل أن يشارك في عدد من المسابقات والمعارض، ما ساعده في صقل موهبته والوصول إلى مستوى احترافي، كما أبدى إعجابه بتفاعل الجمهور مع الورش، معتبرًا أن ذلك دليل على وجود شغف حقيقي بهذا الفن، وحرص متزايد على استعادة حضور الفنون التقليدية في الحياة اليومية.

تقام هذه الورش ضمن مساحة شاسعة تتجاوز 53 ألف متر مربع، وتضم مرافق متنوعة تشمل مطاعم ومقاهي ومناطق مخصصة للأنشطة، ما يجعل من فعالية “صيف الزلال” وجهة متكاملة تمزج بين الترفيه والثقافة، خاصة أن الموقع يقع بالقرب من حي الطريف ووادي حنيفة، ما يضفي طابعًا طبيعيًا وتاريخيًا يعكس عراقة الدرعية وارتباطها بالهوية السعودية.