ظهور محادثات ChatGPT على جوجل يثير مخاوف الخصوصية للمستخدمين
أثار اكتشاف تقني حديث حالة من القلق بين مستخدمي أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT، بعد أن تبين أن بعض المحادثات التي أجروها مع الروبوت ظهرت في نتائج البحث على محرك جوجل، وهو ما أعاد إلى الواجهة تحذيرات الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان، الذي أشار قبل أيام إلى وجود مخاطر قد تطال المستخدمين إذا تم استخدام المعلومات التي يشاركونها مع ChatGPT كأدلة ضدهم، لافتاً إلى ضرورة التعامل بحذر مع البيانات الشخصية على المنصات الذكية.
وجاءت هذه التطورات بعد مقابلة أجراها ألتمان عبر بودكاست “ثيو فون”، والتي نصح خلالها بعدم الاعتماد على ChatGPT كبديل للطبيب النفسي، مؤكداً أن بعض المحادثات قد تتضمن تفاصيل حساسة يمكن أن تتسرب أو تُستخدم بطريقة غير مقصودة، إلا أن المفاجأة كانت في اكتشاف خبراء التقنية أن بعض هذه الحوارات متاحة بالفعل على الإنترنت ويمكن الوصول إليها من خلال عمليات بحث بسيطة على جوجل، الأمر الذي دفع شركة OpenAI إلى إصدار توضيح رسمي.
وبحسب ما أورده موقع “تك كرانش”، فإن تصفية نتائج البحث في جوجل أظهرت وجود محادثات عامة أجراها مستخدمون مع ChatGPT، بعضها تطرق لمواضيع بسيطة مثل البحث عن وصفات طعام أو شرح مفاهيم علمية، بينما تضمنت أخرى طلبات أكثر خصوصية، مثل المساعدة في صياغة السير الذاتية، وقد أرجع الخبراء السبب إلى خاصية “المشاركة” التي كانت متاحة في واجهة ChatGPT، حيث يقوم المستخدم عند تفعيلها بإنشاء رابط يمكن مشاركته، ويُترك له خيار جعل الرابط قابلاً للاكتشاف أو لا.
لكن ما لم يكن في حسبان كثير من المستخدمين هو أن الروابط التي جرى تحديدها كقابلة للاكتشاف يمكن لمحركات البحث فهرستها، وبالتالي تصبح متاحة لأي شخص عبر الإنترنت، وهو ما تسبب في نشر بعض المحادثات التي لم يدرك أصحابها أنهم أتاحوها للعامة، مما أثار الجدل حول آليات حماية الخصوصية في مثل هذه الأدوات.
وفي رد رسمي، أوضح المتحدث باسم OpenAI أن الشركة لا تنشر أي محادثات إلا إذا اختار المستخدم مشاركتها بنفسه، مؤكداً أن ظهور بعض الحوارات على جوجل جاء نتيجة لتجربة شارك فيها مستخدمون روابطهم طوعاً، وأضاف أن الشركة كانت تختبر طرقاً لتسهيل مشاركة المحادثات المفيدة على أن يكون القرار النهائي بيد المستخدم، إلا أنه تم لاحقاً تعطيل خاصية جعل المحادثات قابلة للاكتشاف من خلال محركات البحث.
كما عقّب المتحدث باسم جوجل على القضية قائلاً إن الشركة لا تتحكم في نشر الصفحات أو فهرستها ما دامت متاحة للعامة، مؤكداً أن المسؤولية تقع على ناشري الصفحات في تحديد ما إذا كانت ستُفهرس أم لا، وهو ما يعيد النقاش حول ضرورة رفع وعي المستخدمين بآليات الخصوصية الرقمية وكيفية التحكم في البيانات التي يختارون مشاركتها، خصوصاً عند التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم.





