وجهات سياحية

الساحل الشمالي في مصر.. من مصايف تقليدية إلى مدن ذكية ومستقبلية

تبدأ قصة الساحل الشمالي المصري منذ تأسيس الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، الذي اختار هذا الشريط الساحلي لما يتمتع به من مميزات طبيعية فريدة، جعلته بوابة استراتيجية على البحر المتوسط.

وعلى مدار القرون، استمر الساحل في جذب الزوار والمصطافين، ليتحول تدريجيًا من مناطق بسيطة مثل العجمي إلى مصايف أكثر تطورًا وعصرية.

في ثمانينات القرن الماضي، كانت العجمي وجهة الطبقة الراقية ومسرح حفلات كبار نجوم الفن، إلا أن الازدحام بدأ يقلل من هدوئها، فانتقل المصطافون شمالًا نحو قرى جديدة في ما عُرف بالساحل الشمالي القديم.

من بين هذه القرى ظهرت مراقيا كمشروع وطني في إطار خطة تعمير الصحراء التي أطلقها أنور السادات، ثم تلتها ماربيلا ومارينا التي أصبحت نقطة تحول بمشروعات مثل بورتو مارينا التي قدمتها شركة عامر جروب، وغيّرت مفهوم المصايف من التملك التقليدي إلى نمط الخدمات المتكاملة.

مع تطور البنية التحتية وافتتاح طريق الضبعة، بدأ ظهور ما يُسمى بالساحل الشمالي الجديد، والذي يشمل مناطق مثل العلمين الجديدة وسيدي عبد الرحمن ورأس الحكمة، ليصبح محورًا للاستثمار العقاري والسياحي.

العلمين الجديدة، التي كانت ساحة معارك هامة في الحرب العالمية الثانية، تحولت إلى مدينة ذكية بمشروعات ضخمة تشمل أبراجًا متطورة ومراكز ثقافية وسياحية، حيث يقود المشروع تعاون بين القوات المسلحة وشركات مقاولات كبرى.

سيدي عبد الرحمن برزت كوجهة فاخرة للنخبة مع مشروع “مراسي” الضخم من إعمار مصر، والذي يضم شواطئ خاصة وملاعب جولف ومنتجعات فاخرة، وأضحت المنطقة نموذجًا للتطور السياحي الحديث.

كذلك، شهدت رأس الحكمة تحولًا كبيرًا بعد توقيع اتفاق استثماري ضخم مع الإمارات عام 2024، ما حولها من منطقة هادئة إلى مركز تنموي يجمع بين الطبيعة الخلابة والمشروعات العقارية الراقية.

في الجانب الغربي من الساحل، استعادة قرية سيدي حنيش تاريخها العريق لتصبح مركزًا للمشروعات العقارية الراقية مثل “سيلفر ساندز” و”هاسيندا حنيش” اللذين يجمعان بين التصميم العصري والخدمات المتكاملة، هذه المشاريع تدمج بين الرفاهية والبيئة الطبيعية، لتعكس توجه مصر نحو تطوير سياحة مستدامة تلبي متطلبات الجيل الرابع.

التطور العمراني في الساحل الشمالي يؤكد تحول مصر إلى مركز سياحي واستثماري متكامل على البحر المتوسط، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، ويصنع المستقبل مدنًا ذكية، ومجتمعات راقية تواكب أحدث معايير الحياة العصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى