رحلة عبر المحميات المصرية بين البحر والصحراء والجبال
تضم مصر مجموعة من المتنزهات الوطنية التي تكشف جانبًا مختلفًا من شخصيتها، بعيدًا عن الأهرامات والمعابد، حيث تمتد من أعماق البحر الأحمر إلى قمم الجبال في جنوب سيناء، مرورًا بالصحارى الشاسعة، هذه المواقع تمنح الزائر تجربة متكاملة، تجمع بين الطبيعة والتاريخ والتراث الحي.
في جنوب سيناء، يقع منتزه رأس محمد الوطني على مساحة 480 كيلومترًا مربعًا، سبعون في المئة منها مياه بحرية، يشتهر المنتزه بكونه من أفضل مواقع الغوص عالميًا، إذ يضم أكثر من مئتي نوع من الشعاب المرجانية، إضافة إلى أسماك نادرة،يمكن الوصول إليه برحلات يومية من شرم الشيخ أو عبر رحلات الغوص الحية من الغردقة والجونة، حيث توفر الشعاب والمواقع مثل Jackfish Alley فرصة لرؤية أسماك الجاكفيش والشفنين المرقط.
في الصحراء الغربية، تكشف الصحراء البيضاء عن مشهد طبيعي فريد من التكوينات الطباشيرية التي شكلتها الرياح عبر آلاف السنين، تتغير ألوان الصخور مع ضوء الغروب، وتكتسب بريقًا خاصًا تحت القمر، يفضل الكثيرون التخييم في الموقع للاستمتاع بالهدوء الليلي.
تقع المنطقة جنوب غرب واحة الفرافرة، ويمكن الوصول إليها عبر شركات سياحية متخصصة مثل White Desert Tours التي توفر جولات متعددة الأيام.
أما محمية سانت كاترين، فتقع بين جبال جنوب سيناء، وتضم جبل موسى الذي يرتبط بروايات دينية، ودير سانت كاترين الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي.
يوفر تسلق جبل موسى عند الفجر مشهدًا مميزًا لشروق الشمس، بينما يمنح جبل كاترين، الأعلى في مصر، فرصة لعشاق المشي الجبلي لاستكشاف مسارات أكثر تحديًا، غالبًا ما تنطلق الجولات من شرم الشيخ ليلًا للوصول إلى القمم في الصباح الباكر.
في الصحراء الغربية أيضًا، يضم وادي الحيتان أكبر مجموعة من الهياكل العظمية للحيتان القديمة في العالم، والتي تعود إلى أكثر من 47 مليون سنة.
يحتوي الموقع على متحف يعرض هيكل حوت الباسيلوصور بطول 18 مترًا، بالإضافة إلى مسارات ميدانية بين بقايا الكائنات البحرية القديمة، يبعد الوادي 122 كيلومترًا عن القاهرة، ويعد مقصدًا أساسيًا لمحبي الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي.
على ساحل البحر الأحمر، تمتد محمية وادي الجمال على مساحة تتجاوز 6700 كيلومتر مربع بين البر والبحر، تشتهر بسواحلها مثل شاطئ شرم اللولي، حيث يمكن مشاهدة السلاحف الخضراء وأبقار البحر.
في عمق المحمية، تنتشر الحياة البرية من غزلان ووعول، إلى جانب مواقع تاريخية كمناجم الزمرد القديمة، تقع على بعد 45 كيلومترًا من مرسى علم، وتوفر خيارات إقامة قريبة تسهل على الزوار استكشاف المنطقة.





