تنومة تجذب عشاق الجيولوجيا بتضاريسها وتكويناتها الفريدة
تُعد محافظة تنومة شمال منطقة عسير الواقعة على بُعد 150 كيلومترًا من أبها، واحدة من أبرز الوجهات الجيولوجية السياحية في المملكة، حيث تتميز بتضاريس فريدة وتكوينات صخرية جذابة، ما جعلها مقصدًا لمحبي الاستكشاف والمغامرة، وتتيح للزوار فرصة التعرف على الطبيعة البكر والجبال الشاهقة التي تزين الأفق.
تضم تنومة جبالًا بارزة مثل منعا وعكران والجرداء والفرش، إلى جانب جبال غربية تشمل عطان والمنامة وعبد الله وجلالة والفطام والقضية والطائفة والحمام وآل سودة ومومة، وتمثل هذه المرتفعات جزءًا مهمًا من سلسلة جبال السروات، حيث يمتد الإقليم بطول 80 كيلومترًا وعرض 25 كيلومترًا.
وتتميز القمم بقرى متعددة حولها مثل عتمة وترتع وآلية سيارة وزقاق والبطن، ما يجعل المنطقة مزيجًا بين الطبيعة الساحرة والمجتمعات الجبلية التقليدية.
يتميز جبل عكران بتكوينه الصخري الفريد، إذ يحتوي على كتلة ضخمة من الصخور العالية وكهف كبير يطل على الجهة الغربية، كما تتدفق من قمته شلالات مياه عذبة خلال موسم الأمطار الصيفية، ما يجذب هواة الطبيعة ومحبي التصوير، ويجعل كل زيارة فرصة لمشاهدة الظواهر الطبيعية البديعة والاستمتاع بالمسارات الجبلية، بينما تبرز تنومة كوجهة مثالية لممارسة رياضات المشي والتسلق.
تحتضن جبال تنومة العديد من الكنوز الطبيعية المرتبطة بالمعادن النفيسة، كما تحافظ على إرث تاريخي وتجاري عريق، إذ كانت جزءًا من “طريق الحاج اليمني” القديم، ما جعلها محطة مهمة لتبادل السلع والمؤن مع الحجاج، ويعكس ذلك العلاقة الوثيقة بين الجغرافيا والأنشطة الاقتصادية والثقافية عبر التاريخ، لتبقى المنطقة اليوم وجهة تجمع بين الطبيعة البكر والإرث التاريخي الغني.
تجمع تنومة بين المشهد الجبلي الخلاب والكنوز الطبيعية والتاريخية، حيث توفر بيئة مثالية للزوار الباحثين عن المغامرة والمعرفة، وتتيح تجربة سياحية متكاملة تشمل استكشاف الجبال والشلالات والمعادن، فضلاً عن التعرف على المجتمعات المحلية، ما يجعلها محطة فريدة على خارطة السياحة البيئية والثقافية في المملكة، وتعكس قدرة المنطقة على دمج الجمال الطبيعي مع التراث الحضاري.





