وجهات سياحية

السعودية تحقق قفزة سياحية كبرى والإمارات تعزز مكانتها

شهد قطاع السياحة في المنطقة العربية تطوراً لافتاً خلال عام 2025، حيث تمكنت السعودية من تحقيق قفزة نوعية في عدد الزوار الوافدين، بينما واصلت الإمارات تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، وقد عكس هذا التوجه المتصاعد مدى نجاح استراتيجيات التنمية السياحية في البلدين، وهو ما يشكل تحولاً في المشهد السياحي الإقليمي.

سجلت السعودية استقطاب أكثر من 110 ملايين سائح في عام واحد، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 102 في المئة مقارنة بعام 2019، ويؤكد هذا الرقم الكبير مدى نجاح رؤية 2030 التي وضعت السياحة كركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد، حيث ركزت المملكة على تطوير البنية التحتية وإطلاق مشروعات كبرى مثل مدينة نيوم ومناطق سياحية جديدة في العلا والبحر الأحمر، مما ساهم في جذب اهتمام الأسواق العالمية.

اعتمدت السعودية على التوسع في تسهيلات التأشيرات الإلكترونية وزيادة عدد الفعاليات العالمية والمهرجانات، وهو ما انعكس على ارتفاع معدلات الإقبال من مختلف القارات، كما أسهم الاستثمار في قطاعات النقل والفندقة والخدمات الترفيهية في تحسين تجربة السائح، وهو ما جعل المملكة في موقع متقدم ضمن الوجهات السياحية الأسرع نمواً على مستوى العالم.

في المقابل، تمكنت الإمارات من الحفاظ على مكانتها المتميزة ضمن خريطة السياحة الدولية، حيث استقبلت نحو 29 مليون سائح خلال العام، ما يعكس استمرار قوة جاذبيتها السياحية، وتركزت هذه المكانة بفضل ما تمتلكه الدولة من مزيج بين الفعاليات العالمية والبنية التحتية المتطورة والمرافق الترفيهية، إضافة إلى كون دبي وأبوظبي من أبرز المدن التي تقدم تجارب متنوعة للزوار.

استفادت الإمارات من تنظيم معارض ومؤتمرات كبرى، إلى جانب التطوير المستمر في قطاعات الطيران والضيافة والتسوق، وهو ما جعلها وجهة مفضلة لملايين السياح الباحثين عن التجربة المتكاملة التي تجمع بين الترفيه والعمل والتسوق والثقافة، كما ساعدت الحملات الترويجية العالمية في تعزيز حضورها في الأسواق الأوروبية والآسيوية.

يمثل هذا التنافس الإيجابي بين السعودية والإمارات نقطة تحول في السياحة العربية، حيث لم تعد المنطقة تعتمد فقط على السياحة التقليدية بل أصبحت تقدم منتجات وخدمات متنوعة تتماشى مع المعايير العالمية، كما أسهمت هذه الطفرة في رفع مساهمة القطاع السياحي بالناتج المحلي وزيادة فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.

ويشير هذا المشهد المتغير إلى أن المنطقة تسير بخطوات ثابتة نحو أن تكون مركز جذب عالمي للسياحة، خاصة في ظل الرؤى الوطنية الطموحة التي تركز على الاستدامة وتطوير التجارب السياحية المتنوعة، مما يضع السياحة كأحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى