سمكة الصحراء بوادي الفن تكشف أسرار الطبيعة والتاريخ العُلاوي
اكتشف “سمكة الصحراء” العجيبة في وادي الفن بمحافظة العُلا، لتجسد تحفة طبيعية صنعتها عوامل التعرية عبر ملايين السنين، ويعود أصل هذا التكوين الصخري الفريد إلى بقايا وادٍ قديم كانت تقع على أطراف قارة “جندوانا” قبل نحو 500 مليون عام، ليصبح شاهداً حياً على التاريخ الجيولوجي للمنطقة.
بلغ طول تشكيل “سمكة الصحراء” نحو 200 متر، أي ما يعادل مساحة ملعبَي كرة قدم، وقد تكوّن بفعل أنظمة أنهار عملاقة كانت تجرف الرمال من قلب القارة القديمة نحو أطرافها، تاركة مشهداً جيولوجياً يأسر الأنظار ويجمع بين القوة الطبيعية والدقة الفنية، وهو ما يعكس روعة المشهد الطبيعي الفريد للعُلا.
يشكل وادي الفن جزءاً أساسياً من مشروع “رحلة عبر الزمن”، الذي تنفذه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، ويمتد على مساحة 65 كيلومتراً مربعاً، ليكون وجهة تجمع بين الفن المعاصر والثراء الطبيعي والتاريخي للمنطقة، ويتيح للزوار فرصة استكشاف تكوينات صخرية نادرة ومشاهد طبيعية متحركة تعكس عمق التراث والهوية الثقافية.
تمتاز العُلا بطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين، حيث تتناثر فيها الجبال الشامخة والوديان الواسعة التي شكلتها عوامل التعرية، ليصبح المكان لوحة فنية طبيعية تثير الدهشة وتجذب الباحثين عن المناظر الخلابة والتجارب الجغرافية الفريدة، ويعكس التنوع الطبيعي والتاريخي المكانة المميزة للعُلا على خارطة السياحة في المملكة.
توفر تضاريس العُلا المتنوعة تجربة سياحية متكاملة، إذ تجمع بين الكثبان الرملية الناعمة والصخور المنحوتة بأشكال مدهشة وواحات خضراء تنبض بالحياة، ويتيح التنوع الجغرافي للزوار ممارسة نشاطات مثل التسلق والتخييم والاستكشاف، مما يجعل العُلا وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتاريخ، كما يفتح المجال للتعرف على التراث الجيولوجي الفريد الذي صنعه الزمن عبر ملايين السنين.





