مولدوفا واحدة من أبرز الوجهات الأوروبية للعيش المريح
تُصنَّف مولدوفا اليوم كإحدى الوجهات الأوروبية الصاعدة التي تجذب اهتمام الباحثين عن حياة هادئة وتكلفة معيشية منخفضة، حيث تجمع هذه الدولة الصغيرة بين الطبيعة الخضراء الساحرة والتاريخ العريق والهدوء الذي يندر العثور عليه في دول القارة المزدحمة.
ومن شوارع العاصمة كيشيناو المليئة بالهدوء، مروراً بالأديرة التاريخية في ساهارانا وسوروكا، وصولاً إلى القلاع القديمة الممتدة عبر تلالها الخضراء، تظل مولدوفا وجهة فريدة لمن يرغب في تجربة أصيلة وبسيطة بعيداً عن ضوضاء المدن الكبرى.
ويأتي السبب الأول لاختيار الكثيرين لمولدوفا كوجهة للعيش في انخفاض تكلفة المعيشة بشكل لافت، إذ يمكن للفرد أن يعيش براحة بتكلفة تتراوح بين 500 و1000 يورو شهرياً، وهو ما يجعلها من أرخص الدول الأوروبية وأكثرها ملاءمة للطلاب والعائلات وحتى المتقاعدين.
وتتيح هذه الميزة فرصة الاستمتاع بأسلوب حياة أوروبي دون الحاجة إلى ميزانية ضخمة، الأمر الذي يعزز من جاذبيتها على مستوى عالمي.
وتتميز مولدوفا أيضاً بجمالها الطبيعي وثقافتها المتنوعة، حيث تكسو التلال الخضراء مساحاتها الواسعة، بينما تتخللها أنهار وقلاع وأديرة تحمل تأثيرات رومانية وروسية وأوكرانية، ما يجعلها مزيجاً غنياً من التراث الأوروبي المتعدد.
كما تظل الأجواء العامة في المدن والقرى هادئة وبعيدة عن الازدحام، وهو ما يمنحها سمعة كوجهة مثالية للباحثين عن الطمأنينة والأمان، خصوصاً مع انخفاض معدل الجريمة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية الرقمية، تتيح مولدوفا خدمات إنترنت واتصالات عالية الجودة وبأسعار منخفضة، الأمر الذي يجعلها جذابة بشكل خاص للعاملين عن بُعد وأصحاب الأعمال الرقمية، حيث يمكن الجمع بين العمل في بيئة متصلة رقمياً وبين الاستمتاع بالهدوء الطبيعي، هذه الميزة تعزز مكانة البلاد كوجهة مثالية للجيل الجديد من الرحالة الرقميين.
ورغم هذه المزايا، تواجه مولدوفا بعض التحديات التي ينبغي على الزائرين أو المقيمين أخذها في الاعتبار، من أبرزها حاجز اللغة، إذ تُستخدم المولدوفية والروسية بشكل رئيسي، ما قد يشكل عائقاً أمام غير المتحدثين بهما، كما يظل سوق العمل محدوداً نسبياً، خاصة في القطاعات غير التقنية أو لأولئك الذين لا يحملون إقامة أوروبية، إضافة إلى أن بعض الإجراءات الإدارية مثل الإقامات والتأشيرات تتسم بالبيروقراطية وتحتاج إلى صبر وتخطيط مسبق.
وتشير التصنيفات العالمية إلى أن مولدوفا تعد من أرخص الدول الأوروبية من حيث تكلفة المعيشة، كما تضم جامعات محترمة خصوصاً في العاصمة كيشيناو، وتبرز أيضاً كوجهة سياحية ناشئة لمحبي التاريخ والطبيعة، وإلى جانب ذلك، تُعتبر بلداً هادئاً وآمناً نسبياً، ما يجعلها خياراً متكاملاً يجمع بين الاستقرار والانفتاح الثقافي.
ويؤكد خبراء السفر أن من يبحث عن بلد بعيد عن الزحام، غني بالتراث، ويمنح فرصة للاستمتاع بالحياة اليومية بتكلفة معقولة، سيجد في مولدوفا خياراً يستحق الاهتمام، شريطة الاستعداد للتكيف مع لغتها المحلية واكتشاف كنوزها الطبيعية والثقافية التي لا تزال خفية على كثيرين.





