تقنية جديدة لنقل الأدوية عبر الجلد توفر العلاج بدون ألم وبفعالية عالية
طوّر باحثون من جامعة تشونغ-آنج الكورية تقنية طبية مبتكرة تعتمد على رقعة ميكرونية دقيقة مستوحاة من لدغة النحل، تتيح إيصال الأدوية عبر الجلد بدون ألم، وتستهدف هذه التقنية تجاوز القيود المرتبطة بالحقن التقليدية، حيث توفر وسيلة آمنة وفعالة لنقل العقاقير إلى الجسم، وتقلل الحاجة إلى الوخز المتكرر، ما يحسن تجربة العلاج للمرضى ويزيد من التزامهم بالعلاج.
تعتمد التقنية على ألياف نانوية تُشكل عبر تقنية اللف الكهربائي لتغليف رؤوس الإبر الدقيقة، ما يمنح الرقعة بنية مرنة تشبه الخطاطيف الصغيرة، تساعدها على الثبات داخل الجلد لفترات طويلة، وتضمن إيصال الدواء بشكل متوازن، كما تقلل من تهيج الجلد عند الإزالة، ما يجعلها خياراً مثالياً للاستخدام المستمر، ويتيح التحكم الدقيق بجرعات الأدوية مقارنة بالطرق التقليدية.
اختبرت الرقعة مع دواء “ريفاستيجمين” المستخدم لعلاج ألزهايمر وباركنسون، وأظهرت النتائج زيادة امتصاص العقار وتوسيع نطاق توزيعه داخل الجسم مقارنة بالطرق التقليدية، دون التسبب بتهيج الجلد أو ألم، ما يؤكد فعالية التقنية في تحسين تجربة العلاج، ويعزز الاعتماد على الرقع الطبية الدقيقة كبديل للحقن، ويتيح توصيل الأدوية بشكل أسرع وأكثر أماناً للمرضى في مختلف الأعمار.
يشير الباحثون إلى أن التقنية تمثل نقلة نوعية في طرق العلاج الحديثة، مع إمكانية توسيع استخدامها لتشمل مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، بهدف تحسين جودة حياة المرضى، خاصة كبار السن والأطفال، الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع الإبر التقليدية، كما توفر الرقعة فرصة لتقليل المخاطر المرتبطة بالحقن اليدوية ونقل العدوى.
تُظهر الرقعة المبتكرة قدرة الطب الحديث على الجمع بين الهندسة الدقيقة والبيولوجيا لتحقيق حلول علاجية مبتكرة، وتؤكد على أهمية البحث والتطوير في مجال إيصال الأدوية، كما تمثل هذه التقنية خطوة مهمة نحو اعتماد أساليب غير جراحية وآمنة لتحسين العلاج اليومي، ويواصل الباحثون تطوير النسخ المستقبلية للرقعة لتوسيع نطاق استخداماتها وزيادة كفاءتها في إيصال الأدوية المتنوعة.
