الأخبار

الجزائر تحتوي على 4 حفر نيزكية مؤكدة ومواقع أخرى مجهولة

سجلت الجزائر أربع حفر نيزكية مؤكدة حسب قاعدة بيانات earth impact database ووفقًا لدراسات الباحثين شابو مولاي شراف وبلحاي جلول، وتختلف هذه الحفر في حجمها وموقعها الجغرافي، إذ تعكس تباين التفسيرات العلمية حول طبيعتها، فبعضها يُعتبر إرثًا لاصطدام نيزكي، في حين يراه باحثون آخرون نتيجة انهيار أرضي ناتج عن ذوبان طبقات ملحية وجبسية تحت سطح الأرض، وقد أيدت هذه الفكرة دراسات جيوفيزيائية أجراها لعمالي وزملاؤه عام 2016.

تشمل الحفر الأربع حفرة المادنة أو تالمزان الواقعة في ولاية الأغواط بمساحة قطرها 1.75 كم، ويعتقد أنها نتجت عن تصادم نيزكي أو انهيار أرضي، وحفرة تين بيدار الواقعة شمال شرق عين صالح في تادمايت بأقطار متداخلة تتراوح بين 2 و3 و6 كم، وحفرة واركزيز الواقعة شمال شرق تندوف عند الحدود الجزائرية المغربية بقطر 3.5 كم، ويرى بعض العلماء أنها براكين طينية قديمة أو بنى مركزة، وحفرة أم قيد الواقعة في ولاية أدرار بقطر 0.55 كم، ولم تُطرح أي نظرية علمية حول طبيعتها حتى الآن.

يعد تنوع التفسيرات العلمية لهذه الحفر مؤشرًا على التعقيد الجيولوجي للجزائر، حيث تتنوع الظواهر بين آثار الاصطدامات النيزكية والانهيارات الأرضية والبراكين الطينية القديمة، وتظل الدراسات العلمية في حاجة إلى مزيد من التحليل الميداني والجيوفيزيائي لتأكيد أو استبعاد الفرضيات المطروحة، ويُعد هذا التباين فرصة للباحثين لفهم تطور التكوينات الجيولوجية في مناطق شاسعة من الصحراء الجزائرية.

بالإضافة إلى الحفر المؤكدة، توجد حفر أخرى لم يتم دراسة طبيعتها بعد، مثل حفرة عرق الشاش وحفرة القرارة وحفرة المويلح وحفرة مازولة، ويعد الغموض حول هذه البنى الجيولوجية والجيومورفولوجية المحيطة بها تحديًا للعلماء، حيث لم يقدم عنها أي تقرير علمي رسمي حتى الآن، ما يجعلها موضوعًا للبحث المستقبلي في علم النيازك والجيولوجيا الصحراوية.

تشكل هذه الحفر والظواهر الطبيعية مؤشرًا على النشاط الجيولوجي التاريخي للجزائر، وتوفر معلومات قيمة لفهم تأثير الكويكبات والانهيارات الأرضية على تشكيل سطح الأرض، كما يمكن أن تسهم في الدراسات العلمية حول البراكين الطينية القديمة وأثرها على البيئة المحلية، ويعتبر استكشاف هذه الحفر خطوة مهمة لتوثيق الإرث الجيولوجي للبلاد وربطه بالموروث العلمي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى