مضيق تودغا المغربي يكشف جمال الأخاديد الصخرية العميقة

يقع مضيق تودغا في الجزء الشرقي من جبال الأطلس الكبير بالمغرب بالقرب من مدينة تنغير، ويعد سلسلة من الأخاديد النهرية الضيقة المحفورة في الحجر الجيري، وتشق هذه الأخاديد كلٌّ من نهر تودغا ونهر دادس المجاور على مدى حوالي 40 كيلومترًا عبر الجبال، ويختلف ارتفاع جدران الوادي بين المناطق، إذ قد يصل في بعض الأماكن إلى 400 متر، ما يمنح المكان منظرًا طبيعيًا دراماتيكيًا ويجعله مقصدًا لمحبي الطبيعة والمغامرات الجبلية.

يُعد آخر 600 متر من مضيق تودغا الأكثر إثارة وإبهارًا، إذ يضيق الوادي ليصبح ممرًا صخريًا ضيقًا مسطحًا، يصل عرضه في بعض الأماكن إلى 10 أمتار فقط، وتعلو جدرانه الصخرية الشديدة الانحدار والملساء نحو 160 مترًا على كل جانب، ويخلق هذا التضيق مشهدًا خلابًا يجذب المصورين والسياح، كما يوفر تجربة فريدة للمسافرين الذين يرغبون في عبور هذا الممر الضيق، ويبرز التضاد بين ضيق الممر وارتفاع الجدران الصخرية الهائلة.

خلال موسم الجفاف، يكون قاع الوادي جافًا في الغالب، ما يسهل عبوره سيرًا على الأقدام، ويتيح للزوار استكشاف تشكيلات الصخور البارزة والنقوش الطبيعية على الجدران، كما يمكن مشاهدة الجدول المائي الصغير في بعض النقاط، ما يضفي لمسة جمالية على المشهد الصحراوي، ويجعل تجربة المشي في الوادي فرصة للاطلاع على الطبيعة الصخرية الفريدة والتضاريس الجبلية المتنوعة في المنطقة.

أما في موسم الأمطار، فإن وادي تودغا يتوسع بشكل كبير ويغطي قاع الوادي بسيل جارف من المياه، ما يغير طبيعة المكان تمامًا ويضفي عليه بعدًا آخر من الإثارة والتحدي، ويجعل التجربة مختلفة تمامًا عن زيارات موسم الجفاف، ويتيح للعلماء دراسة تأثير الأمطار على تضاريس الأخاديد الصخرية ونهر تودغا، كما يبرز كيف شكلت المياه هذه الجبال والحجارة على مر العصور، ويؤكد أهمية الموقع كظاهرة جيولوجية طبيعية مذهلة.

يمثل مضيق تودغا نموذجًا فريدًا للأخاديد النهرية الضيقة في المغرب، ويجمع بين التضاريس الوعرة والجمال الطبيعي الخلاب، ويجذب السياح المحليين والدوليين لاكتشاف الطبيعة والقيام بالمغامرات في المناطق الجبلية، كما يشكل الموقع فرصة لدراسة الجيولوجيا وتاريخ تشكل الأخاديد في الأطلس الكبير، ويعزز فهم التفاعل بين المياه والتضاريس الصخرية على مدى آلاف السنين، ويؤكد قيمة المغرب الطبيعية والسياحية في المنطقة.