لغز جيولوجي ينتظر الاكتشاف.. أشكال صخرية غريبة تشكلت في قلب برية بيستي وايت ميسا
تعتبر التكوينات الصخرية في برية بيستي/دي-نا-زين ضمن وايت ميسا بنيو مكسيكو من عجائب الطبيعة الفريدة، إذ تشكلت على مدى ملايين السنين بفعل التعرية، لتنتج هودو وأشكال صخرية غريبة، مثل البيض المتشقق والفطر الصخري، وتتيح للزوار تجربة بصرية مذهلة ومناسبة للتصوير والاستكشاف، وتبرز هذه التكوينات نتيجة التفاعل بين الحجر الرملي والزيت الصخري والفحم، ما يمنحها أشكالًا وقوامًا مميزًا غير متكرر، ما جعلها مقصدًا لهواة الجيولوجيا ومحبي المناظر الطبيعية.
أكثر هذه التكوينات شهرة هي الهودو، وهي صخور عمودية محمية بغطاء صخري أكثر صلابة، يحافظ على قاعدة أكثر ليونة قابلة للتآكل، ما يمنحها مظهرًا يشبه الفطر أو الأشكال الرقيقة المتوازنة، وتعتبر البيضات المتشققة الأخرى من المعالم البارزة، حيث تظهر أكواخًا صخرية بيضاوية الشكل تتميز بحلقات متحدة المركز، وتتكون من تراكيب معدنية متعددة مثل أكسيد الحديد والحجر الطيني، وتُعد موضوعًا شائعًا للمصورين الباحثين عن الإطلالات الطبيعية الغريبة.
تتضمن المنطقة أيضًا تكوينات صخرية أخرى، مثل الأبراج والهضاب المنحوتة بفعل الطبيعة، والتي أُنشئت بفعل التآكل التفاضلي الناتج عن الرياح والأمطار ودورات التجمد والذوبان، ما أدى إلى إزالة الطبقات الرسوبية اللينة وترك طبقات أكثر صلابة، وتشكلت المعادن الملتصقة بطبقات الصخور لتنتج القوام والحلقات المميزة، ما يمنح المنطقة منظرًا طبيعيًا سرياليًا يشبه مشاهد القمر أو الكواكب الأخرى، ويبرز فيها الفن الطبيعي في صور صخور تبدو كفطريات متحجرة أو منحوتات دقيقة متوازنة.
الموقع الجغرافي لبرية بيستي/دي-نا-زين في شمال غرب نيو مكسيكو يجعلها منطقة نائية ومرتفعة، وتتطلب زيارة الموقع المشي لمسافات طويلة لاستكشاف جميع التكوينات، وهي جزء من تكوين فروتلاند الجيولوجي الغني بالحفريات من حدود العصر الطباشيري والباليوجيني، وتقدم للزوار فرصة لرؤية تنوع الصخور والمعادن في بيئة صحراوية فريدة، كما توفر تجربة تعليمية وعلمية لمحبي دراسة الجيولوجيا الطبيعية والتصوير البيئي.
تظل برية بيستي/دي-نا-زين مثالًا حيًا على قدرة الطبيعة على خلق أشكال صخرية فنية، حيث تتلاقى العلوم الجيولوجية مع المناظر البصرية الساحرة، وتجعل المنطقة موقعًا عالميًا يجذب السياح والباحثين، وتبرز قيمة الحفاظ على هذه المعالم الطبيعية النادرة، والتي تشكل شاهدًا على ملايين السنين من عمليات التعرية والتحولات الصخرية، وتجعل نيو مكسيكو وجهة لا يمكن تفويتها لعشاق الطبيعة والفن الطبيعي.





