سيتي هب.. هل يمكن لفعالية واحدة أن تجمع مليون زائر وتفتح أبواب سبع مدن على الفرح؟
اختتمت فعاليات “سيتي هب” مسيرتها الممتدة على مدار 98 يوماً محققة نجاحًا لافتًا، إذ تجاوز عدد زوارها المليون، في مؤشر يعكس حجم التفاعل المجتمعي مع ما قدمته من أنشطة متنوعة، وأجواء ترفيهية غنية بالتجارب التي استهدفت جميع الفئات العمرية، ونجحت في تقديم محتوى متوازن بين الترفيه والإبداع، ليصبح اسمها حاضرًا بقوة في خريطة الفعاليات الوطنية.
وأعلن رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ أن هذه التجربة المميزة جمعت 49 فعالية نوعية، تنوعت بين العروض الحية والتجارب المبتكرة والمساحات المصممة خصيصًا للعائلات والأطفال والشباب، ما جعلها منصة متعددة الأبعاد قادرة على استيعاب تنوع الأذواق، وإتاحة مساحات للترفيه تجمع بين الحداثة والطابع المحلي في آن واحد.
وسجلت الفعاليات أثرًا اقتصاديًا لا يقل أهمية عن أثرها المجتمعي، إذ أسهمت في خلق أكثر من 10 آلاف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يترجم الدور الفاعل للقطاع الترفيهي في دعم سوق العمل، وتمكين الكفاءات الوطنية في مجالات عدة تشمل التشغيل والتنظيم والتقنية والفنون الإبداعية، ليصبح الترفيه رافدًا اقتصاديًا مؤثرًا إلى جانب دوره الاجتماعي.
وانطلقت “سيتي هب” في سبع مدن سعودية هي جازان والخبر وحائل وبريدة والباحة والطائف وتبوك، لتمنح سكان هذه المناطق وزوارها فرصة معايشة تجارب ترفيهية نوعية، حيث تميزت كل مدينة بفعاليات صممت بما يتناسب مع طبيعتها وثقافة أهلها، ما عزز من شعور الانتماء، وجعل الحضور الجماهيري يتفاعل مع كل محطة وكأنها احتفالية تخصه مباشرة.
وعكست النتائج المحققة جهود الهيئة العامة للترفيه بدعم من برنامج جودة الحياة، إذ جاء تنظيم هذه الفعاليات ليجسد أحد أهداف رؤية السعودية 2030، المتمثلة في تنويع مصادر الترفيه ورفع جودة الحياة في مختلف المناطق، بالإضافة إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة إقليمية وعالمية تحتضن الفعاليات الكبرى، وتستقطب رواد الترفيه من الداخل والخارج.
وبرز “سيتي هب” كنموذج تطبيقي لما يمكن أن يحققه الاستثمار في الترفيه من تأثير شامل، فهو لم يقتصر على التسلية فقط، بل فتح آفاقًا اقتصادية وثقافية واجتماعية، ورسخ صورة جديدة عن المدن السعودية باعتبارها فضاءات نابضة بالحياة، قادرة على جمع الحشود وصناعة تجارب لا تُنسى، ليؤكد أن الترفيه بات جزءًا من التنمية المتكاملة التي تسعى المملكة لتحقيقها.





