مسار كدانة.. كيف يتحول مشروع حضاري لمتنفس دائم يعانق روح مكة ويستجيب لطموحات المستقبل؟

أطلقت شركة كدانة للتنمية والتطوير مشروع “مسار كدانة” في قلب منطقة مزدلفة، في خطوة تعكس رؤية المملكة 2030 وتستهدف بناء مجتمع حيوي يتمتع بجودة حياة عالية، حيث يمثل المشروع نقلة نوعية نحو تطوير المشاعر المقدسة وتحويلها إلى وجهات مستدامة تخدم السكان والزوار على مدار العام. ويأتي هذا المشروع ليجسد التكامل بين البعد الحضاري والإنساني، وليمنح مكة متنفساً عصرياً يوازن بين روح المكان التاريخي واحتياجات الإنسان المعاصر.

ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة كدانة، المهندس محمد المجماج، أن هذا المشروع ليس مجرد ممشى أو مسار ترفيهي، بل رؤية متكاملة لإعادة تعريف دور مزدلفة كمقصد حضري مستدام، يجمع بين الراحة والخدمات الحديثة، في إطار شراكات استراتيجية مع الجهات المعنية بتطوير المشاعر المقدسة. ويشير المجماج إلى أن الهدف هو خلق تجربة متكاملة تعزز رفاهية الزائر، وتُبرز قيمة المكان روحياً وثقافياً، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والاستدامة.

ويمتد “مسار كدانة” على مساحة تفوق 150 ألف متر مربع، وهو مصمم بعناية ليخدم مختلف الفئات العمرية. ويضم أرضيات مطاطية صديقة للبيئة تساعد على امتصاص الحرارة وتمنح راحة أكبر أثناء المشي، إضافة إلى ممشى بمعايير عالمية يوفر تجربة صحية وآمنة، ومسار خاص للعربات يسهّل حركة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مما يعكس اهتماماً شاملاً بتلبية احتياجات جميع الزوار.

ولا يقف المشروع عند حدود الممرات والمشاة، بل يتجاوزها ليقدم بيئة متكاملة من المرافق الخدمية والمناطق التجارية، حيث تنتشر المحال والمطاعم والمقاهي لتلبية مختلف الأذواق. كما تم تجهيز جلسات مظللة بمراوح رذاذ تلطّف الأجواء وتوفر بيئة مريحة للعائلات والأفراد، بما يجعل المسار وجهة مثالية للتنزه والاستجمام طوال العام، بعيداً عن صخب المدينة وازدحامها.

ويأتي “مسار كدانة” كجزء من مشروع أشمل يهدف إلى إعادة صياغة دور المشاعر المقدسة في حياة سكان مكة وزوارها، ليصبح أكثر من مجرد محطة للحج والعمرة، بل فضاءً حضارياً دائماً يرسخ مفهوم الاستدامة. ويبرز المشروع التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية، وتوسيع نطاق المرافق الترفيهية، وتقديم خدمات نوعية تتماشى مع طموحات المستقبل.

ومع اكتمال هذا المشروع، تتجه مكة نحو مرحلة جديدة من التنمية الحضرية، حيث تتكامل فيها الأصالة مع الحداثة، لتمنح المجتمع وزواره تجربة متفردة تعكس هوية المكان وتطلعات المملكة، وتؤكد أن الاستثمار في جودة الحياة هو أحد أهم ملامح المستقبل.