البحر الأحمر يرسم مسارًا جديدًا غامضًا يجمع بين الفخامة والاستثمار
أطلقت الهيئة السعودية للسياحة حملتها الدولية تحت مسمى “Super Yacht Arabia” معلنة دخول البحر الأحمر مرحلة جديدة ليكون وجهة رائدة لعشاق اليخوت الفاخرة، وجاء هذا الإعلان من قلب معرض موناكو لليخوت الذي يعد أحد أبرز الفعاليات العالمية في قطاع الملاحة البحرية الفاخرة، حيث اجتمعت فيه الجهات الدولية المتخصصة لمناقشة مستقبل الصناعة وفرصها الاستثمارية.
وأوضحت الهيئة أن البحر الأحمر يتميز بمقومات طبيعية فريدة تجمع بين الشواطئ الممتدة والشعاب المرجانية النادرة والجزر الخاصة، إلى جانب بنية تحتية متطورة ومرافئ حديثة تم تصميمها لتلبية احتياجات مجتمع اليخوت العالمي، وأكدت أن هذه العوامل تجعل من الساحل السعودي الممتد أكثر من 1800 كيلومتر وجهة مثالية لاحتضان التجارب السياحية البحرية الفاخرة، كما أنه يعكس رؤية المملكة في استثمار مواردها الطبيعية بشكل متوازن يحافظ على البيئة ويواكب التقنيات الحديثة.
وأشارت الهيئة إلى أن الدعم الاستثماري الموجه لتطوير البحر الأحمر تجاوز 84 مليار ريال، وهو ما يعكس حجم الاهتمام الذي يحظى به القطاع من القيادة السعودية والجهات الحكومية ذات العلاقة، وقد سلطت الحملة الضوء على الفرص المتاحة أمام المستثمرين الدوليين في مجالات تطوير المراسي، وتشغيل المرافق البحرية، وتقديم الخدمات السياحية عالية الجودة، مؤكدة أن هذه البيئة الاستثمارية تمثل فرصة استراتيجية للنمو وجذب رواد صناعة اليخوت حول العالم.
وشهد جناح الهيئة في المعرض مشاركة شركاء استراتيجيين من أبرز الكيانات الوطنية مثل الهيئة السعودية للبحر الأحمر ونادي جدة لليخوت وأمالا ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وشركة البحر الأحمر الدولية، إضافة إلى مجموعة بلو ليميتس وشركة THC، حيث أتاحت هذه المشاركة توقيع 18 صفقة مع أكثر من 90 جهة دولية لتعزيز مكانة المملكة في قطاع اليخوت، كما مثلت المنصة فرصة للتعريف بمشروعات كبرى تستهدف إعادة صياغة مفهوم السياحة البحرية في المنطقة.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين أن البحر الأحمر يستعد بقوة لاستقبال مجتمع اليخوت العالمي بما يقدمه من مرافق متقدمة وتجارب فاخرة، موضحًا أن المعرض كان فرصة مثالية لاستعراض القدرات السعودية في هذا المجال، وأضاف أن الموقع الجغرافي الفريد والدعم الحكومي المستمر والبنية التحتية القابلة للتوسع تجعل من البحر الأحمر عنصرًا محوريًا في خريطة الملاحة البحرية الفاخرة، كما أنه يعكس التوجه نحو بناء صناعة سياحية متكاملة تدعم التنوع الاقتصادي وتوفر فرصًا جديدة للنمو.
وبهذا الطرح تبدو المملكة أمام مرحلة جديدة من الاستثمار السياحي الذي يدمج بين الأصالة والتقنية، وبين الفخامة والبيئة الطبيعية، ليشكل البحر الأحمر أحد أبرز الوجهات العالمية التي تسعى لإعادة تعريف السياحة البحرية خلال السنوات المقبلة.





