مدينة سعودية بارزة تقدم سياحة داخلية واعدة تتجاوز حدود التوقعات
نظم بيت الثقافة في نجران فعالية حملت عنوان “نجران نافذة السياحة الواعدة” بالتزامن مع اليوم العالمي للسياحة، وجاءت الفعالية لتسليط الضوء على ما تمتلكه المنطقة من ثراء ثقافي وحضاري وطبيعي، حيث جرى استعراض مواقع أثرية بارزة مثل منطقة حمى الثقافية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وموقع الأخدود التاريخي، إضافة إلى النقوش والرسومات القديمة التي تحكي قصصًا ضاربة في عمق الزمن، بما يعكس قيمة نجران كوجهة سياحية متعددة الأبعاد تجمع بين الماضي والحاضر.
واستعرضت الفعالية ملامح العمارة التقليدية التي تميز القرى الطينية المنتشرة في أرجاء المنطقة، حيث شكلت تلك العمارة دليلًا على براعة الإنسان في التكيف مع بيئته الطبيعية، وأبرزت السياحة الريفية كأحد المسارات الواعدة التي توفر فرصًا للاستمتاع بالطبيعة والموروث المحلي معًا، الأمر الذي يعزز من تنوع التجربة السياحية، ويربط الزوار بالهوية العميقة للمنطقة، ويضع نجران ضمن خارطة الوجهات التي تمتلك مقومات جذب مختلفة عن غيرها داخل المملكة.
وركز المنظمون على الفرص الاستثمارية المتاحة في نجران وما تحمله من تنوع بيئي وثقافي يمكن أن يشكل قاعدة خصبة لجذب المستثمرين، سواء عبر تطوير البنية التحتية أو دعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، كما جرى التأكيد على أن الاستثمار في التراث المادي وغير المادي للمنطقة يعكس أصالة الإنسان والمكان، ويمثل رافدًا رئيسيًا لدعم الاقتصاد المحلي، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تعزيز موقع السياحة كأحد محركات التنمية.
وشددت الفعالية على البعد الاقتصادي والاجتماعي لقطاع السياحة، موضحة أن تطوير هذا القطاع يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويزيد من حجم الحراك التجاري، ويعزز من مشاركة المجتمع المحلي في تقديم منتجات وخدمات متنوعة، إضافة إلى مساهمته في الحفاظ على التراث الثقافي من خلال دمجه في التجارب السياحية الحديثة، وهو ما ينسجم مع التوجه نحو الاستدامة الذي يشكل أحد محاور استراتيجية التنمية في المملكة.
وأكد المشاركون أن نجران بما تحمله من طبيعة خلابة وتراث غني، قادرة على أن تكون نافذة حقيقية تفتح أمام السياحة الداخلية آفاقًا جديدة، وأن مثل هذه الفعاليات تعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الترويج للوجهات المحلية، وتدفع باتجاه بناء صناعة سياحية متكاملة تحافظ على الهوية وتحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية طويلة المدى، وهو ما يجعل نجران إحدى الركائز التي يمكن أن تسهم بفاعلية في مستقبل السياحة السعودية.





