اعتدال الطقس ينعش كورنيش جدة ويحوّله إلى ساحة رياضية نابضة
شهد كورنيش جدة خلال الأيام الأخيرة تزايدًا في أعداد الزوار من مختلف الفئات العمرية، مع اعتدال الأجواء وتحسّن درجات الحرارة، حيث تحولت الواجهة البحرية إلى وجهة حيوية تجمع بين النشاط الرياضي والاسترخاء والترفيه، ما جعلها مقصدًا مفضلًا للعائلات ومحبي المشي والجري في بيئة آمنة ومهيأة.
يُعد ممشى الكورنيش من أبرز المعالم الحديثة في جدة، إذ يمتد بطول 4.5 كيلومتر ويضم مسارات مخصصة للمشاة والدراجات، إضافة إلى مناطق استراحة ومرافق خدمية متكاملة، كما يمتد ممشى شاطئ السيف بطول 3 كيلومترات والكورنيش الشمالي بطول 3.85 كيلومتر، لتشكّل هذه المسارات شبكة مترابطة تعزز مفهوم الرياضة المجتمعية وتشجع السكان على ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق.
يؤكد مرتادو الكورنيش أن اعتدال الطقس خلال هذه الفترة يمنحهم فرصة للاستمتاع بنشاطاتهم الرياضية في أجواء مريحة، حيث تجمع الجولات اليومية بين الفائدة الصحية والتسلية، وتحوّل المشي والجري إلى وسيلة لتحسين اللياقة وتعزيز الصحة العامة، إلى جانب كونها فرصة للتواصل الاجتماعي وقضاء الوقت مع الأسرة والأصدقاء في أجواء مفتوحة تتيح الاسترخاء بعيدًا عن صخب المدينة.
تعمل الجهات المختصة على تطوير مرافق الكورنيش باستمرار من خلال تحسين الإضاءة وتوسيع المسارات وتوفير خدمات النظافة والأمن، إلى جانب تنظيم فعاليات رياضية موسمية تشجع الأهالي والزوار على المشاركة، وهو ما يسهم في جعل كورنيش جدة وجهة مستدامة للأنشطة الرياضية والسياحية على مدار العام.
يرى عدد من الزوار أن الاهتمام بتطوير الواجهة البحرية يعكس رؤية جدة الحديثة التي تجمع بين الجمال العمراني والاهتمام بالإنسان، فالمساحات المفتوحة والمرافق المتنوعة تمنح الجميع فرصة لممارسة الرياضة بسهولة، وتعزز مفهوم الحياة الصحية التي تسعى المملكة إلى ترسيخها ضمن أهداف رؤية 2030 في بناء مجتمع نشط ومتوازن.
يؤدي المشي والجري على الكورنيش دورًا مهمًا في تحسين اللياقة البدنية وخفض معدلات التوتر، كما يتيح للزوار التمتع بالمناظر البحرية ومشاهدة الغروب الذي أصبح جزءًا من تجربة جدة اليومية، ويمنح المدينة طابعًا خاصًا يجمع بين الحيوية والهدوء في الوقت نفسه.
أثبت كورنيش جدة أنه أكثر من مجرد ممشى، فهو مساحة للحياة الاجتماعية والصحية، ومؤشر على وعي متزايد بأهمية الرياضة كجزء من أسلوب الحياة، ومع تزايد الإقبال في ظل الأجواء المعتدلة، تستمر جدة في ترسيخ موقعها كوجهة سياحية ورياضية تحتضن الإنسان والطبيعة في مشهد واحد نابض بالحركة والطاقة.





