كمزار العمانية.. قرية جبلية بحرية تحافظ على لغة فريدة
تستقر قرية كمزار في سلطنة عمان بين أحضان الجبال من ثلاثة اتجاهات ويغلق عليها البحر من الجهة الرابعة، ما يجعل الوصول إليها مستحيلًا بالسيارات، ويقتصر على القوارب أو الطوافات، وهو ما يمنحها طابعًا فريدًا في العزلة الطبيعية.
طور سكان القرية لغة خاصة بهم، لا يفهمها إلا أهلها، ما يعكس تراثًا ثقافيًا فريدًا ويحافظ على هويتهم وسط العزلة، ويُظهر قدرة المجتمعات الصغيرة على التكيف مع البيئة المحيطة وابتكار وسائل للتواصل الداخلي.
تتمتع القرية بموقع استراتيجي على الساحل، إذ يحيط بها البحر من جهة والجبال من جهات أخرى، مما يجعلها محمية طبيعيًا من تأثيرات الطقس القاسي، إلا أن هذه العزلة تفرض تحديات كبيرة في حالات الطوارئ، خصوصًا عند ارتفاع الأمواج أو حدوث العواصف.
يواجه السكان تحديات النقل والإمداد، ويعتمدون على القوارب بشكل يومي لتأمين حاجاتهم، كما أن الوصول للطوارئ يتم عن طريق الطوافات، ما يعكس الحاجة إلى تخطيط دقيق للتعامل مع الكوارث الطبيعية، ويبرز أهمية التعاون المجتمعي لضمان سلامة الجميع.
تجذب القرية الباحثين عن التجارب الثقافية النادرة والسياحة المستدامة، إذ توفر مشهدًا فريدًا للتعايش بين الإنسان والطبيعة، كما يمكن للزائرين التعرف على اللغة الخاصة وأسلوب الحياة المميز، مما يجعلها نموذجًا حيًا للحفاظ على التراث والهوية في بيئة منعزلة.
تُظهر قرية كمزار قدرة الإنسان على الابتكار في مواجهة العزلة الجغرافية، كما تلقي الضوء على أهمية الحفاظ على الثقافات الصغيرة، وتبرز الحاجة إلى خطط استباقية للتعامل مع الكوارث الطبيعية، ما يجعلها دراسة حية للتنمية المستدامة والسياحة البيئية.





