السويد تعتمد السفر بوصفة طبية لتعزيز الصحة
أطلقت السويد حملة سياحية مبتكرة تحت شعار “الوصفة السويدية”، وتهدف لجعل السفر تجربة علاجية موصى بها من الأطباء، حيث تعاونت Visit Sweden مع متخصصين في الرعاية الصحية لتقديم نموذج وصفة طبية يمكن تنزيله من الموقع الرسمي ومشاركته مع الطبيب، ما يسمح للمسافر بخوض رحلة تجمع بين الطبيعة والترفيه وطقوس العافية مثل الساونا والسباحة في المياه الباردة.
أظهرت نتائج استطلاع عالمي أجرته مؤسسة YouGov بتكليف من Visit Sweden أن 64% من المشاركين سيستمعون لتوصية الطبيب بقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق، وهو ما يعكس أهمية الطبيعة في تحسين الصحة البدنية والعقلية، بينما تثبت الدراسات العلمية أن الانغماس في البيئات الطبيعية يرفع مستويات الرضا النفسي ويقلل التوتر، ويؤثر إيجابًا على جودة الحياة العامة، مما يعزز فكرة السفر كوسيلة للعافية الشاملة.
احتوت السويد على 100 ألف بحيرة و5 آلاف محمية طبيعية، وتغطي الغابات 69% من مساحتها، وقد صنفت مؤخرًا كعاصمة “أنظف هواء” في أوروبا، وتُعدّ من أسعد دول العالم، وتقدم الدولة قائمة رسمية من الأنشطة الصحية الموصى بها، بما في ذلك رحلات المشي، مراقبة النجوم، تجربة الطعام المحلي، حضور حفلات الفرق الموسيقية، واستكشاف أطول معرض فني في العالم، ما يجعل التجربة السياحية غنية ومتكاملة.
أكدت سوزان أندرسون، الرئيسة التنفيذية لـ Visit Sweden، أن زيارة السويد أشبه بعلاج طبيعي، فجلسات الفيكا، وأسلوب الحياة الهادئ، والطبيعة الخلابة جميعها عناصر تساعد على استرخاء الجسم والعقل، وأضافت أن طريقة الحياة السويدية الفريدة التي تركز على التوازن وسهولة الوصول إلى الطبيعة والثقافة تجعل البلاد الوجهة المثالية لإعادة شحن الطاقة وتحسين الصحة النفسية.
اعتمدت المبادرة على أدلة علمية تثبت أن السفر المستمر يعزز الرضا العام عن الحياة بنسبة تصل إلى 7% مقارنة بالمسافرين الأقل تكرارًا، وتأتي هذه الخطوة ضمن اتجاه عالمي لتسويق الوجهات السياحية المرتكزة على العافية، حيث أطلقت تايلاند حملات صحية تشمل بوكيت وكوه ساموي وتشيانغ ماي، بينما تروج سنغافورة لـ16 حديقة علاجية لتوفير تجارب غامرة لدعم الصحة العقلية، ما يوضح تزايد الاهتمام بالسياحة الصحية عالمياً.
تشجع السويد المسافرين على دمج الأنشطة الطبيعية والثقافية في رحلاتهم، والاستفادة من بيئة آمنة ونظيفة ومرافق شاملة، ما يجعل السفر إليها ليس مجرد عطلة، بل فرصة لتحسين الصحة العقلية والجسدية وتعزيز جودة الحياة، وهو توجه جديد يضع العافية في قلب التجربة السياحية العالمية.
