اتفاقية جديدة بين “أكور” و”القمة للضيافة” تعيد رسم مشهد السياحة السعودية

أعلنت مجموعة “أكور” العالمية، أكبر مشغّل فندقي في المملكة العربية السعودية، عن توقيع اتفاقية تطوير استراتيجية مع شركة “القمة للضيافة” التابعة لمجموعة “بن داود للاستثمار”، لتشييد وإدارة أكثر من ثلاثة آلاف غرفة فندقية في مختلف مناطق المملكة، ضمن مشروعات ضخمة تتوزع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدن أخرى، في خطوة تعد من أكبر الشراكات التي يشهدها قطاع الضيافة السعودي خلال الأعوام الأخيرة.

وجاء توقيع الاتفاقية خلال الملتقى السنوي المتخصص بقطاع السياحة والضيافة، في إطار توجه مشترك بين الشركتين لدعم التحول السياحي في المملكة وتعزيز الاستثمارات النوعية طويلة الأمد، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى جعل البلاد وجهة عالمية رائدة في مجالات السياحة الدينية والثقافية والترفيهية، عبر بنية تحتية متطورة وتجارب ضيافة فريدة.

وتتضمن المرحلة الأولى من التعاون تنفيذ أربعة مشاريع رئيسية تُشكل ركيزة أساسية في الخطة الجديدة، أبرزها فندق سويس أوتيل جدة الذي يضم 288 غرفة ومن المقرر افتتاحه عام 2029، إلى جانب فندق موفنبيك المدينة شمال غرب المسجد النبوي والذي سيضيف 1,015 غرفة إلى الطاقة الاستيعابية للمدينة بحلول العام نفسه.

كما تشمل المشاريع فندق إيبيس ستايلز مكة في حي المسفلة بطاقة 801 غرفة، يخضع حاليًا لعمليات تجديد شاملة استعدادًا لافتتاحه في عام 2027، إضافة إلى فندق ميركيور مكة في منطقة الششة قرب مشعر منى، والذي يضم 1,078 غرفة ويخضع لتحديث كامل ليواكب المعايير الحديثة في الضيافة العالمية.

وأكد الدكتور عبدالرزاق بن داود، رئيس مجلس إدارة “بن داود للاستثمار”، أن الاتفاقية تمثل فصلًا جديدًا في رحلة تطوير قطاع الضيافة بالمملكة، مشددًا على أن المجموعة ملتزمة باستثمارات طويلة المدى تهدف إلى دعم البنية التحتية السياحية وخدمة ملايين الزوار سنويًا، موضحًا أن هذه المشاريع ستسهم في تعزيز مكانة السعودية كوجهة عالمية تجمع بين الحداثة والأصالة، وتمنح الزائر تجربة لا تُنسى تعكس قيم الكرم والضيافة العربية.

من جانبه، أوضح دنكان أوروك، الرئيس التنفيذي للفنادق الفاخرة والمتوسطة والاقتصادية في “أكور”، أن هذه الشراكة تعكس انسجام رؤية المجموعة مع الأهداف الوطنية للمملكة في تنويع الاقتصاد وتطوير القطاع السياحي، مؤكدًا أن “أكور” تسعى إلى تقديم تجارب ضيافة مبتكرة ترتكز على الجودة والاستدامة والانغماس الثقافي، بما يجعل كل فندق بوابةً لاكتشاف هوية المكان وثقافته المحلية.

وتُعد “أكور” اليوم صاحبة أكبر حضور دولي في السوق السعودي، إذ تدير 46 فندقًا ومجمعًا سكنيًا تتوزع على 15 علامة تجارية وتضم أكثر من 18,000 غرفة، منها 14 فندقًا في مكة والمدينة وحدهما تحتوي على ما يزيد عن 12,600 غرفة.

أما شركة القمة للضيافة، فهي الذراع الفندقية لمجموعة “بن داود”، وتعمل على تطوير أكثر من 30 مشروعًا فندقيًا جديدًا في المملكة، من بينها فندق جي دبليو ماريوت جدة، وأكبر فندق كورت يارد باي ماريوت في العالم بمكة المكرمة بطاقة تفوق 2,400 غرفة، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في رسم ملامح مستقبل الضيافة السعودية.

وبهذه الاتفاقية، يتعزز موقع السعودية على خريطة السياحة العالمية، إذ تشكل المشاريع الجديدة خطوة استراتيجية نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية للمدن المقدسة، وتنويع خيارات الإقامة بما يلبي احتياجات الزوار من مختلف أنحاء العالم، في مشهد يؤكد أن المملكة تمضي بثبات نحو مستقبلٍ سياحي واعد يجمع بين الأصالة والابتكار.