فندق السرير الزجاجي المعلق على جبل تيانمن يجذب عشاق المغامرة والإقامة الفريدة
أطلق منتجع صيني تجربة فندقية استثنائية فوق جبل تيانمن في مقاطعة هونان، حيث شُيّد فندق يعرف باسم “فندق السرير الزجاجي” ليمنح زواره تجربة إقامة لا تشبه أي فندق تقليدي، إذ تقع غرفه الزجاجية على حافة الجبل مباشرة، ما يتيح إطلالات بانورامية مذهلة على الوديان الخضراء والمنحدرات الشاهقة في قلب حديقة تشانغجياجيه الوطنية، إحدى أبرز الوجهات الطبيعية في الصين والعالم.
استُوحي تصميم الفندق من رغبة السائحين في خوض تجربة تجمع بين المغامرة والرفاهية في آن واحد، فجاءت الغرف على شكل كبسولات شفافة مثبتة على جدران الجبل بطرق هندسية دقيقة، تتيح للنزلاء الاستلقاء فوق السحب ومشاهدة المشهد الطبيعي من ارتفاع مئات الأمتار دون أي حواجز بصرية، مما جعل الفندق محط اهتمام واسع من محبي التجارب غير التقليدية وعشاق الطبيعة.
استثمرت السلطات المحلية في تطوير المشروع كجزء من خطة تنشيط السياحة الجبلية في هونان، حيث يضم الموقع أيضًا ممرات زجاجية شهيرة تمتد على المنحدرات وتُعرف باسم “ممر الخوف”، إذ تمنح الزوار فرصة السير فوق الجرف وكأنهم يطوفون في الهواء، بينما تُعد الإقامة في الفندق امتدادًا لهذه المغامرة البصرية والذهنية التي تجمع بين رهبة الارتفاع ومتعة الاكتشاف.
جاءت فكرة المشروع ضمن مبادرات سياحية تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم الفندقة في المناطق الطبيعية، فبدلًا من بناء منتجعات ضخمة تشوه البيئة الجبلية، اختار المصممون نهجًا صديقًا للطبيعة باستخدام مواد خفيفة ومقاومة للظروف الجوية القاسية، مع الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وإدارة أنظمة التدفئة والتبريد داخل الغرف الزجاجية الصغيرة.
تجذب هذه التجربة سنويًا آلاف الزوار من داخل الصين وخارجها، ويُقدر عدد الزائرين لموقع جبل تيانمن بأكثر من 10 ملايين سائح سنويًا، فيما يشير العاملون في الفندق إلى أن نسبة الإشغال تبلغ ذروتها خلال فصلي الربيع والخريف حين تكون الرؤية في الجبال أوضح والطقس أكثر اعتدالًا، ما يسمح للسياح بالاستمتاع الكامل بجمال الطبيعة المهيبة.
تتميز الإقامة داخل الفندق بتوفير وسائل راحة أساسية رغم المساحة المحدودة، إذ تحتوي الغرف على أسرّة مزدوجة وحمامات صغيرة مزودة بأنظمة ذكية للتهوية، إضافة إلى شرفات زجاجية يمكن فتحها جزئيًا لمراقبة الغيوم أو مشاهدة غروب الشمس من ارتفاع يتجاوز الألف متر فوق سطح البحر، وهي تجربة لا تتاح سوى لعدد محدود من النزلاء يوميًا بسبب القيود المفروضة للحفاظ على توازن البيئة الجبلية.
تحولت منشأة “السرير الزجاجي” إلى أيقونة معمارية وسياحية توثق تزاوج الإنسان مع الطبيعة بطريقة جريئة وغير مألوفة، إذ أصبحت الصين تقدم للعالم نموذجًا فريدًا للسياحة التجريبية التي تجمع بين الابتكار الهندسي والجمال الطبيعي، وتعيد تعريف معنى الإقامة الفندقية من مجرد راحة مؤقتة إلى تجربة وجودية كاملة يعيشها الزائر وسط الجبل والغيوم.





