الكهف الأزرق في كاستيلوريزو يجذب الزوار بتوهجه الساحر وسط بحر إيجه
يستقطب الكهف الأزرق في جزيرة كاستيلوريزو اليونانية أعدادًا متزايدة من الزوار الذين يبحثون عن تجربة طبيعية مختلفة، إذ يثير هذا المكان دهشة كل من يزوره لما يتمتع به من مشهد مائي فريد يعكس ظلالًا زرقاء متوهجة داخل تجويف صخري طبيعي تكون عبر آلاف السنين، ويقع الكهف في أقصى الشرق من الجزر اليونانية في بحر إيجه، حيث يُعد أحد أكثر المعالم الطبيعية جذبًا للسياح في المنطقة.
يمتاز الكهف الأزرق بتكوينه الجيولوجي المثير الذي يجمع بين الصخور الجيرية والمياه الصافية، وعند دخول القوارب الصغيرة إليه في ساعات الصباح الأولى تتسلل أشعة الشمس من الفتحة الضيقة عند سطح الماء، لتنعكس على الجدران الداخلية في مشهد بصري مذهل يخلق لونًا أزرق متلألئًا يغمر المكان بالكامل، ويصف الزوار التجربة بأنها أقرب إلى السير في عالم تحت الماء مليء بالضوء والهدوء.
وتعود شهرة الكهف إلى النصف الأول من القرن العشرين حين بدأ البحارة المحليون يتحدثون عن بريق غامض ينبعث من داخل الجرف الصخري، ما أثار فضول المستكشفين وعلماء الجيولوجيا الذين أكدوا لاحقًا أن الظاهرة ناتجة عن انعكاس أشعة الشمس على سطح البحر بطريقة فريدة، وأصبح الكهف منذ ذلك الوقت مقصدًا للرحلات السياحية المنظمة التي تنطلق يوميًا من ميناء كاستيلوريزو في قوارب صغيرة لا تتسع إلا لعدد محدود من الركاب.
ويتطلب الوصول إلى الكهف عبور البحر لمسافة قصيرة لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار، ثم الانخفاض برأس منحنٍ لدخول الفتحة المنخفضة التي يبلغ ارتفاعها أقل من متر، ومع ذلك يصف الزوار التجربة بأنها آمنة وممتعة، حيث لا يسمح حجم القارب إلا بدخول الموجات الهادئة، ما يجعل الرحلة مريحة حتى للزوار غير المتمرسين في البحر.
ويشكل الكهف الأزرق اليوم جزءًا من الاقتصاد السياحي المحلي في الجزيرة، إذ يعتمد العديد من سكان كاستيلوريزو على تنظيم الرحلات وبيع الهدايا التذكارية المرتبطة بالمكان، كما تسعى السلطات المحلية للحفاظ على نقاء البيئة البحرية المحيطة ومنع التلوث الناتج عن القوارب أو الأنشطة التجارية، وذلك حفاظًا على التوازن البيئي الذي يمنح الكهف لونه المميز.
ويزور الكهف سنويًا آلاف السياح من أوروبا وآسيا وأستراليا، وغالبًا ما يكون ضمن جولات سياحية تشمل الجزيرة بأكملها، حيث يستمتع الزائرون بالمناظر الطبيعية والمنازل الملونة المطلة على الميناء القديم، إلى جانب تجربة السباحة في المياه الزرقاء داخل الكهف الذي يعد رمزًا للجمال الطبيعي في اليونان، ومثالًا على تفاعل الضوء والطبيعة في مشهد يبقى في الذاكرة طويلًا.





