جزر البرك في عسير ترسم ملامح وجهة بحرية تزهو بسحرها الطبيعي
تزهو منطقة عسير بجمالها الطبيعي الفريد الذي يجمع بين الجبال الشاهقة والسهول الخضراء والسواحل الممتدة على ضفاف البحر الأحمر، حيث تجسد محافظة البرك واجهتها البحرية الأكثر تميزًا بما تحتضنه من جزرٍ خلابة تُعد من أجمل المواقع البيئية في المملكة.
تمتد سواحل عسير على مسافة تتجاوز 140 كيلومترًا، وتتنوع تضاريسها بين الشواطئ الرملية البيضاء والمياه الزرقاء الصافية والنباتات الساحلية التي تزينها أشجار المانغروف والنخيل والدوم، مما يمنح الزائر تجربة متكاملة تجمع بين الهدوء والصفاء الطبيعي وروح المغامرة.
تتوزع الجزر البحرية التابعة لمحافظة البرك في مشهد يأسر الأبصار، حيث تتناثر في عرض البحر مجموعة من الجزر الصغيرة التي تشكل لوحةً من التنوع الجغرافي والبيئي النادر.
تضم هذه الجزر كلاً من موقط، ماركا، قطوع، جبل ذهبان، أم القشع، وحضارة، إلى جانب جزر أخرى متناثرة تبعد عن الساحل بمسافات متفاوتة، إذ تقع بعض الجزر على بعد ميلٍ بحري واحد فقط، بينما تمتد جزيرة ماركا إلى نحو 20 كيلومترًا داخل البحر، لتشكل مشهدًا طبيعيًا فريدًا يبرز جمال المنطقة ويجعلها وجهة واعدة لعشاق الرحلات البحرية والسياحة البيئية.
وتتميز هذه الجزر بتنوعها الأحيائي الغني الذي يجعلها من أهم المواقع البيئية على البحر الأحمر، حيث تنتشر فيها الشعاب المرجانية الملوّنة التي تُعد من الأجمل في المنطقة، وتحيط بها غابات المانغروف التي تُعد من أبرز النظم البيئية الساحلية وأكثرها حيوية.
وتشكّل هذه الغابات مأوى آمنًا لتكاثر الطيور المهاجرة والسلاحف البحرية، ما يجعل جزر البرك مركزًا حيويًا للتنوع البيولوجي وموقعًا مثاليًا للبحث العلمي والدراسات البيئية المتخصصة.
وتُعد الجزر أيضًا مقصدًا مثاليًا لعشاق الغوص ومحبي المغامرات البحرية، إذ تسمح مياهها النقية باستكشاف الشعاب المرجانية والحياة البحرية الغنية في أجواء من الصفاء والسكينة، كما تشكل خلفية مبهرة لعشاق التصوير الفوتوغرافي الذين يجدون فيها لوحات طبيعية تفيض بالألوان والضوء.
وتوفر الرمال البيضاء الممتدة على شواطئها فرصًا مثالية للاسترخاء وممارسة الرياضات البحرية في بيئة هادئة بعيدة عن صخب المدن.
ويمكن الوصول إلى جزر البرك بسهولة عبر القوارب الصغيرة التي تنطلق من مرسى المحافظة أو من المرافئ المجاورة في مراكز القحمة وسعيدة الصوالحة وعمق، حيث لا تتجاوز مدة الرحلة إلى أقرب الجزر عشرين دقيقة، بينما تتطلب الرحلات إلى الجزر الأبعد استعدادات وتجهيزات خاصة تضيف إلى التجربة بعدًا من الإثارة والاستكشاف.
كما يتيح القرب الجغرافي من الساحل إمكانية تنظيم رحلات يومية للزوار، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للسياحة العائلية والاستجمام.
وفي ظل هذا التنوع الطبيعي الساحر، تمثل جزر البرك درةً بحريةً تزين وجه عسير الجغرافي، وتفتح آفاقًا جديدة لتطوير السياحة الساحلية في المنطقة، فهي تكمل المشهد المتكامل الذي يجمع بين جبال السراة الشاهقة وسواحل البحر الأحمر الهادئة، لتصنع مزيجًا فريدًا من الجمال البيئي الذي يعكس روعة المملكة وتنوعها الطبيعي.
ويُنتظر أن تشهد هذه الجزر مزيدًا من الاهتمام خلال السنوات المقبلة، مع توجه المملكة لتعزيز مفهوم السياحة البيئية المستدامة، وتحويل المواقع الطبيعية إلى وجهات عالمية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.





