واحة ميلاف تحوّل جوار مسجد قباء إلى تجربة سياحية عصرية فريدة
تزدان المدينة المنورة بوجهة جديدة تضيف إلى سحرها التاريخي بعدًا حديثًا متجددًا، إذ أطلقت هيئة تطوير المدينة مشروع واحة ميلاف بجوار مسجد قباء، لتكون وجهة سياحية وثقافية تجمع بين روح التراث وأجواء الحداثة في مشهد يعبّر عن أصالة المكان وابتكار التصميم.
وجاء هذا المشروع ليجسد رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة، وتحويلها إلى نقطة التقاء بين الثقافة والتجارة والترفيه في بيئة معمارية مستوحاة من طابع المدينة المنورة المميز.
وتستقطب واحة ميلاف الزوار من مختلف الفئات العمرية بما تقدمه من تجربة متكاملة تمتزج فيها المتعة بالتعلّم، حيث تضم أكثر من خمسين متجرًا ومطعمًا ومقهىً محليًا وعالميًا، تتوزع في مساحات مفتوحة تطل على مشهد بانورامي ساحر لمسجد قباء وأشجار النخيل المحيطة به، ويمنح هذا التصميم الزائر شعورًا بالانتماء إلى المكان، ويعكس التوازن بين البساطة والجمال في تفاصيله المعمارية.
كما تتضمن الواحة متحفًا فريدًا مخصصًا لقصة التمور السعودية، يروي تاريخها العريق ودورها الاقتصادي والثقافي في المجتمع المحلي، في تجربة تفاعلية تمزج التعليم بالترفيه.
وتتوسع تجربة الزائر في واحة ميلاف لتشمل مساحات مخصصة للعائلات، ومناطق مخصصة للأنشطة الثقافية والفنية التي تُقام على مدار العام، بما في ذلك العروض التراثية والمعارض الحرفية والفعاليات الموسمية التي تعكس روح المدينة المنورة وتبرز أصالتها.
كما تم تجهيز المرافق بأسلوب يراعي راحة الزوار، مع مرافق خدمية حديثة وتصميم عمراني يجمع الظلال الطبيعية والممرات الحجرية المضيئة، ما يخلق بيئة هادئة تنبض بالحياة في آنٍ واحد.
ويسعى المشروع إلى تقديم تجربة تفاعلية تنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع السياحي وتحسين جودة الحياة، إذ لا تقتصر أهمية الواحة على كونها موقعًا ترفيهيًا فحسب، بل تمثل أيضًا محركًا اقتصاديًا يساهم في تنشيط الاستثمار المحلي، ويدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويوفر فرص عمل جديدة في مجالات السياحة والخدمات والضيافة.
كما تم تصميم المشروع بطريقة مستدامة، تراعي الجوانب البيئية وتستفيد من الموارد الطبيعية، بما في ذلك استخدام الطاقة الشمسية في الإضاءة وبعض المرافق التشغيلية.
وتجسد واحة ميلاف بملامحها العمرانية وروحها الثقافية حوارًا متناغمًا بين الماضي والحاضر، حيث تنبع من قلب المدينة المنورة وتعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان بأسلوب عصري دون أن تفقد أصالتها الدينية والتاريخية.
ومع إطلالتها الفريدة على مسجد قباء، تبدو الواحة وكأنها جسر يربط بين العمق الروحي للمكان وروعة التطور العمراني الذي تشهده المملكة، لتصبح بذلك إحدى أبرز الوجهات التي تعبّر عن التحول السياحي والثقافي المتنامي في المدينة المنورة.





