سوشيال ميديا

دول عربية تعد أشهر مصدر للؤلؤ الطبيعي في العالم.. تعرف عليها

تستعيد البحرين اليوم بريقها التاريخي كأشهر مصدر للؤلؤ الطبيعي في العالم، بعد أن عُرفت منذ آلاف السنين بلقب “جزيرة اللؤلؤ”، لما تمتعت به من تاريخ عريق في صيد واستخراج اللؤلؤ من مياهها الغنية، قبل أن يتحول هذا الإرث البحري إلى رمز وطني يعكس هوية البلاد وثقافتها العميقة المرتبطة بالبحر.

تميز اللؤلؤ البحريني على مر العصور بجودته العالية وبريقه الفريد، إذ تتشكل حباته في بيئة طبيعية خالصة دون أي تدخل بشري، ما يمنحه توهجًا خاصًا لا يشبه غيره، وقد ارتبط اسمه بالفخامة والندرة في الأسواق العالمية، ليصبح علامة تميز للحرفيين والتجار الذين حافظوا على أسرار هذه الحرفة لقرون طويلة.

شكّل صيد اللؤلؤ العمود الفقري للاقتصاد البحريني على مدى أكثر من أربعة آلاف عام، حيث كانت مواسم الغوص تمتد لأسابيع طويلة في عرض البحر، يقودها آلاف البحارة بحثًا عن اللؤلؤ النادر، وكانت سفنهم تحمل أثمن اللآلئ إلى أسواق الهند وأوروبا، ما جعل البحرين مركزًا تجاريًا عالميًا مزدهرًا قبل اكتشاف النفط، وأسهم في بناء شبكة علاقات اقتصادية وثقافية واسعة مع العالم.

ويبرز “مسار اللؤلؤ” في جزيرة المحرق اليوم كشاهد حي على هذا التاريخ، إذ أدرج الموقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بوصفه رمزًا للتقاليد البحرية القديمة ومركزًا تجاريًا رئيسيًا لصيد اللؤلؤ في الخليج العربي، ويضم المسار بيوتًا وموانئ تاريخية وساحات كانت تشهد حركة تجارية نابضة، ما يجعله أحد أهم المعالم التي توثق هذا الإرث الفريد.

ورغم أن صناعة اللؤلؤ الطبيعي واجهت تراجعًا كبيرًا في ثلاثينات القرن الماضي بسبب ظهور اللؤلؤ المستزرع من اليابان، فإن البحرين لم تفقد ارتباطها بهذه الحرفة الأصيلة، بل تعمل اليوم على إحياء مجدها من جديد عبر مبادرات وطنية يقودها “معهد دانات”، الذي يختص بدعم صناعة اللؤلؤ الطبيعي وفحص اعتماده، إضافة إلى إصدار تراخيص الغوص وتعزيز ممارسات الاستدامة البحرية للحفاظ على البيئة التي تنمو فيها المحارات.

وتسعى البحرين من خلال جهودها الراهنة إلى استعادة مكانتها العالمية في سوق اللؤلؤ الطبيعي، عبر الجمع بين حماية التراث وتطوير الصناعات الحديثة، ما يجعلها اليوم نموذجًا فريدًا يجمع بين الأصالة والابتكار، ويؤكد أن بريق اللؤلؤ البحريني سيظل شاهدًا خالدًا على حضارة عريقة لم تغب عن ذاكرة البحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى