الأخبار

النظام الغذائي المتوازن يعزز ضبط السكري ويحسن جودة حياة المرضى

اتباع نظام غذائي متوازن يساعد على ضبط مستويات السكر في الدم، ويُعتبر من أهم العوامل التي تحدد قدرة المريض على إدارة مرض السكري والسيطرة على مضاعفاته، فالغذاء السليم لا يقتصر دوره على خفض الجلوكوز، بل يمتد ليحافظ على صحة القلب والأوعية ويعزز كفاءة الإنسولين الطبيعي في الجسم.

يُدرك الأطباء أن التوازن بين العناصر الغذائية الثلاثة الأساسية يمثل جوهر أي نظام فعال، فالكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية تشكل معادلة دقيقة تُحافظ على استقرار السكر وتُخفف من مقاومة الجسم للإنسولين، لذلك يُشدد الخبراء على أهمية اختيار الأطعمة بوعي ومراقبة الكميات والمواعيد اليومية بدقة.

يُوصي المختصون مرضى السكري من النوع الأول بإدراج مصادر البروتين الخالية من الدهون مثل السمك المشوي والدجاج منزوع الجلد والبيض المسلوق، لأنها تُهضم ببطء وتُساعد في الشعور بالشبع وتمنع نوبات الجوع المفاجئة، بينما تُعد الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات ضرورية لتحسين فعالية الإنسولين وتقوية القلب.

وينصح الأطباء مرضى النوع الثاني بتنظيم الوجبات عبر تقسيم اليوم إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين، مع تناول فطور غني بالبروتين والألياف وغداء يحتوي على كربوهيدرات معقدة وخضراوات، وعشاء خفيف لتخفيف العبء قبل النوم، إذ يُساعد ذلك على استقرار إفراز الإنسولين ويُقلل من تقلبات السكر المفاجئة.

يُشكل تناول الفواكه تحديًا لمريض السكري، لكن بعض الأنواع مثل التوت والفراولة والتفاح تُعتبر خيارات آمنة بفضل محتواها العالي من الألياف والمضادات الطبيعية، كما يُوصى بالبرتقال والجريب فروت لاحتوائهما على فيتامين C، في حين يجب تجنب العصائر المحلاة والفواكه المعلبة بسبب احتوائها على سكريات مضافة تُخل بتوازن الجلوكوز.

ويُشير الخبراء إلى أن الكربوهيدرات ليست دائمًا ضارة، إذ تُعد الأنواع المعقدة مثل الشوفان والعدس والخبز الكامل مفيدة بفضل هضمها البطيء، بينما تُعد الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر الأبيض والمخبوزات المصنعة من أبرز مسببات ارتفاع السكر السريع، لذا فإن الاعتدال في الكمية والتوقيت يُعد خطوة ضرورية في التحكم بالمرض.

ويُحذر الأطباء من تناول بعض الفواكه مثل الموز الناضج والعنب والمانجو والتين، بسبب ارتفاع نسب السكريات فيها، كما تُعد الفواكه المجففة كالمشمش والزبيب أكثر خطورة نتيجة تركيز السكر بعد التجفيف، مما يجعل تناولها دون إشراف مختصين خطرًا على استقرار الجلوكوز في الدم.

ويُؤكد الأطباء ضرورة تجنب الأطعمة المصنعة والمقلية والمشروبات الغازية والحلويات، لأنها تُضعف حساسية الإنسولين وتُرهق البنكرياس، بينما يُوصى بتقليل الملح والدهون المشبعة والاعتماد على الوجبات المعدة في المنزل، إذ يساهم ذلك في تحسين نتائج العلاج وتقليل مخاطر أمراض القلب المصاحبة للسكري.

ويبدأ الاهتمام من وجبة الإفطار، حيث يُفضل أن تحتوي على البروتين والألياف مثل البيض والشوفان وخبز الحبوب الكاملة، مع كوب من الحليب قليل الدسم أو الزبادي الطبيعي، إذ تُمكن هذه الخيارات المريض من الحفاظ على توازن السكر بعد الصيام الليلي وتُوفر طاقة ثابتة خلال اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى