بريطانيا تستعيد زخمها السياحي باستقبال 16.5 مليون زائر
أعلنت بيانات مكتب الإحصاء الوطني البريطاني تسجيل المملكة المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الزوار الأجانب خلال النصف الأول من عام 2025، حيث استقبلت نحو 16.5 مليون سائح أنفقوا ما يقارب 12.6 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 16.6 مليار دولار، ما يعكس انتعاشاً واضحاً في القطاع السياحي الذي يشهد تحسناً متسارعاً منذ بداية العام.
أوضحت البيانات أن الربع الأول من العام شهد وصول 7.2 ملايين زائر أجنبي، سجلوا إنفاقاً بلغ 4.7 مليارات جنيه إسترليني، فيما ارتفع العدد خلال الربع الثاني إلى 9.3 ملايين زائر بنفقات وصلت إلى 7.9 مليارات جنيه، وهو ما يؤكد زيادة الإقبال على الوجهات البريطانية مع بداية موسم الصيف، واستعادة الثقة في المقاصد السياحية بعد فترة تباطؤ شهدتها الأعوام الماضية.
أكد التقرير أن هذا الارتفاع في حركة السياحة الدولية يعكس تعافي الاقتصاد البريطاني تدريجياً من آثار التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، موضحاً أن المملكة المتحدة باتت تجذب أعداداً متزايدة من الزوار الأوروبيين والآسيويين والأميركيين بفضل استقرار الأسعار وتحسن الخدمات السياحية وتنوع الخيارات الثقافية والترفيهية.
سجّل المكتب في المقابل ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الرحلات الخارجية التي قام بها المقيمون في بريطانيا، إذ بلغ عددها نحو 44.7 مليون رحلة خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بإنفاق إجمالي قدره 38.6 مليار جنيه إسترليني، أي ما يقارب 50.9 مليار دولار، ما يشير إلى انتعاش متزامن في حركة السفر الخارجي مع زيادة الإقبال على الوجهات الأوروبية والآسيوية.
أظهرت الأرقام أن الربع الأول من العام شهد تنفيذ 18.7 مليون رحلة خارجية بإنفاق بلغ 16.5 مليار جنيه إسترليني، بينما ارتفعت هذه الأرقام في الربع الثاني إلى 26 مليون رحلة بإنفاق وصل إلى 22.1 مليار جنيه، وهو ما يعكس تزايد رغبة البريطانيين في السفر والاستفادة من موسم العطلات الصيفية بعد سنوات من القيود الصحية والاقتصادية.
بيّن التقرير أن هذا النمو في السياحة الوافدة والمغادرة يعكس حالة التعافي الشامل التي يعيشها القطاع السياحي في بريطانيا بعد أزمة جائحة كورونا وتباطؤ النمو العالمي، حيث تسعى الحكومة البريطانية حالياً لتعزيز البنية التحتية السياحية وتسهيل إجراءات الدخول وتوسيع الحملات الترويجية لجذب مزيد من الزوار.
وتشير التوقعات إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي خلال النصف الثاني من العام، مدعوماً بالمهرجانات الصيفية والفعاليات الثقافية الكبرى، ما يجعل عام 2025 واحداً من أفضل الأعوام أداءً في قطاع السياحة البريطانية منذ عام 2019، وهو ما يؤكد عودة البلاد إلى موقعها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في أوروبا.
