شيخة نويس.. أول امرأة عربية تقود منظمة السياحة
شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثاً تاريخياً مع إعلان اعتماد انتخاب شيخة نويس أميناً عاماً جديداً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، حيث تم التصويت رسمياً خلال الجلسة الثانية للجمعية العمومية المنعقدة في دورتها السادسة والعشرين، وسط حضور واسع ضم ممثلين عن أكثر من 150 دولة، وجاء الإعلان في أجواء احتفالية تخللها تصفيق طويل من الوفود المشاركة تقديراً لهذه الخطوة التي وصفت بالمفصلية في مسيرة المنظمة.
وجاء انتخاب الشيخة نويس لقيادة المنظمة لمدة أربع سنوات خلفاً للأمين العام المنتهية ولايته زوراب بولوليكاشفيلي، في لحظة تعكس انتقال القيادة إلى مرحلة جديدة تقوم على التنوع والشمولية، حيث مثّل فوزها حدثاً غير مسبوق كونها أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة قبل خمسة عقود، وهو ما يعزز مكانة المنطقة العربية كلاعب أساسي في رسم ملامح مستقبل السياحة الدولية.
وأكد وزراء السياحة المشاركون أن انتخاب الشيخة نويس يمثل اعترافاً دولياً بقدراتها القيادية، مشيرين إلى أن سيرتها العملية في تطوير التعاون بين الدول في مجالات الابتكار والاستدامة جعلتها الخيار الأمثل لقيادة المنظمة في مرحلة تتطلب حلولاً جديدة لمواجهة تحديات القطاع العالمي، وأشادوا بالدور الذي قامت به المملكة في دعم هذا التحول التاريخي من خلال استضافتها الجمعية العمومية للمرة الأولى في تاريخ المنظمة.
وقدمت الشيخة نويس خلال جلسات الجمعية رؤيتها المستقبلية التي ركزت على تعزيز التعاون الدولي في مجالات السياحة الذكية، وتمكين المرأة والشباب، ودعم الدول النامية في بناء بنية تحتية قادرة على جذب الاستثمارات، وأوضحت أن المستقبل يتطلب تعزيز التكامل بين الابتكار والاستدامة لخلق فرص نمو واقعية تعود بالنفع على المجتمعات المحلية، مؤكدة أن المنظمة ستواصل دعم الشراكات الفاعلة مع القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية.
وفي أول تصريح لها عقب فوزها، أعربت عن امتنانها العميق للدول الأعضاء على الثقة التي منحوها إياها، وقالت إن السياحة ليست مجرد صناعة اقتصادية بل أداة للتقارب الإنساني وتبادل الثقافات، مؤكدة أنها ستعمل بروح الفريق الواحد مع جميع الأعضاء لتطوير برامج تعزز دور السياحة في بناء مجتمعات مزدهرة، وشكرت المملكة على استضافتها ودعمها المستمر لجهود المنظمة في تطوير القطاع على المستوى الدولي.
وشهدت أعمال الجمعية العمومية في الرياض مشاركة لافتة من وزراء السياحة وكبار المسؤولين وقادة الشركات العالمية، حيث تناولت الجلسات مستقبل السياحة بعد مرور خمسين عاماً على تأسيس المنظمة، وناقشت قضايا التحول الرقمي، والتنمية المستدامة، والتنوع السياحي، إضافة إلى استعراض التحديات التي تواجه القطاع في ظل المتغيرات العالمية، مؤكدين أن الرياض أثبتت قدرتها على أن تكون محوراً للحوار العالمي حول مستقبل السياحة الدولية.





