الأخبار

حِرفية سعودية تُبقي جذوة “الحناء” متقدة في معرض “بنان” بالرياض

اجتذب ركن “الحناء” في معرض “بنان” بالرياض الأنظار بشكل فوري، على بُعد خطوات قليلة من مدخل القاعة، بمشهد بصري آسِر ومُلفت للغاية.

تمتزجت الألوان المبهجة للحناء بالرائحة الخفيفة والمميزة، بينما عكست الدوائر الصغيرة من الضوء على الزجاج المشهد، ليقود الزائرين بسلاسة إلى عالم ساحر يجمع بين التراث والفن الشعبي الأصيل،شكل هذا الركن بؤرة حيوية، تجمع بين الحنين إلى الماضي وروح الإبداع المعاصر، مؤكدًا على أهمية الفنون التراثية في المشهد الثقافي السعودي الحالي.

جلست الحرفية إيمان آل راشد، القادمة من منطقة القطيف التاريخية، وسط هذا الركن المزدحم والمفعم بالنشاط، بابتسامة دافئة ووجه يفيض بالود والطمأنينة، ترحب بالزوار.

حملت معها إيمان خبرة متراكمة تزيد عن ثلاثة عقود كاملة في إتقان فن النقش بالحناء، وهو ما منحها مكانة متميزة وخاصة بين الحاضرين في المعرض.

روت إيمان قصتها، موضحة أن بدايتها الحقيقية تعود إلى أيام طفولتها المبكرة، حين كانت تراقب والدتها باهتمام شديد وهي تقوم برسم الحناء خلال الاحتفالات والأعياد والمناسبات الاجتماعية الكبرى.

أكدت الحرفية المخضرمة أن فن الحناء قد تجاوز الأشكال التقليدية المعتادة بشكل كبير في الوقت الحاضر، ليصبح بمثابة مساحة مفتوحة للإبداع الفني والتجريب الحر، مع الحرص الشديد على صون الروح الأصيلة للتراث.

استطاعت إيمان ببراعتها أن تجذب إلى ركنها اهتمام مختلف الفئات العمرية والجنسيات، بدءًا من الأطفال الذين يقتربون بدافع الفضول الطبيعي، وصولًا إلى النساء الباحثات عن الجديد.

استفسرت الزائرات عن الألوان الجديدة المتاحة والمبتكرة في فن الحناء، فيما طلبت أخريات نقوشًا تقليدية كلاسيكية تعيدهن بذكريات جميلة إلى الماضي القديم والجميل.

اختار عدد من الزوار نقوشًا ورسومات عصرية مبتكرة، تتميز بتفاصيلها الدقيقة للغاية وحداثتها، وهو ما يعكس التطور المستمر في هذا الفن، وكيفية مزجه بالجماليات المعاصرة.

اعتبرت إيمان مشاركتها الفعالة في معرض “بنان” أبعد بكثير من مجرد عرض لحرفة يدوية، بل رأتها فرصة تاريخية قيمة لربط الأجيال الحديثة بجذورها.

سعت إيمان عبر ركنها إلى تعريف جيل كامل من الشباب والشابات بالنقوش القديمة والطقوس الاجتماعية الجميلة التي كانت تمثل جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأسر السعودية، مؤكدة على ضرورة نقل هذا الإرث.

نجحت الحرفية القديرة في إبقاء جذوة هذا التراث الشعبي الحي متقدة ومشتعلة بين الأجيال الجديدة، لتضمن استمراريته وتطوره المستدام، بعيدًا عن الاندثار أو النسيان.

أثبت ركن الحناء في “بنان” أن التراث ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو فن يتجدد ويتطور باستمرار ليواكب الأذواق المعاصرة، مع الحفاظ على جوهره الثقافي العميق.

شهد الركن تفاعلًا كبيرًا دل على أن الحناء لا يزال يحتل مكانة خاصة ومهمة في الذاكرة والوجدان الاجتماعي السعودي، بصفته رمزًا للفرح والجمال التقليدي الراسخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى