وجهات سياحية

ماذا يخبئ التاريخ والبحر لـ “عروس البحر الأحمر” في ديسمبر؟

شهدت جدة التاريخية، خلال الأيام الحالية، انطلاق جملة من الفعاليات الثقافية والدولية البارزة، تشمل السينما والتراث والطهي، مما يؤكد مكانتها المتنامية كمركز إقليمي للثقافة، وافتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الخامسة، يوم الخميس الماضي، ليستمر بعروضه وأنشطته حتى الثالث عشر من شهر ديسمبر الجاري.

يستقطب المهرجان هذا العام صناع السينما والضيوف من 71 دولة مختلفة، ويعرض 42 فيلماً ستقوم بالعرض العالمي الأول على شاشاته، مما يعزز من مكانته كمنصة عالمية بارزة، ويضم برنامج المهرجان السينمائي 111 فيلماً متنوعاً من جميع أنحاء العالم ومن المملكة، لتعكس بذلك التنوع الكبير في التجارب والأساليب الفنية المقدمة.

يقدم المهرجان، بالتعاون مع متحف طارق عبدالحكيم، تجربة “الحديقة الثقافية” المبتكرة، والتي تقع على ضفاف بحيرة الأربعين الخلابة، وتستضيف هذه الحديقة برنامجاً غنياً بالعروض الموسيقية والسينمائية اليومية في أجواء مفتوحة، ويمتد هذا النشاط الترفيهي والثقافي لزوار المنطقة في الفترة من الخامس وحتى الثالث عشر من شهر ديسمبر الحالي، ضمن سلسلة الفعاليات المصاحبة.

شهد ميدان الثقافة، يوم أمس السادس من ديسمبر، افتتاح متحف البحر الأحمر الجديد، وهو خطوة تأتي في إطار سعي هيئة المتاحف السعودية لتعزيز دور المتاحف كمراكز معرفية وثقافية، ويمثل هذا الافتتاح إضافة نوعية للمشهد الثقافي المزدهر في المنطقة، ويقدم المتحف عرضاً شاملاً ومتميزاً للتراث المادي وغير المادي لمنطقة البحر الأحمر الممتدة.

يعكس المتحف رؤية عصرية ومتطورة تبرز عمق التاريخ البحري للمنطقة بشكل لافت، كما يضم محتوى متعدد الوسائط يحتوي على مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية والحكايات التاريخية الشيقة، وتستضيف جدة التاريخية أيضاً، خلال هذه الفترة الثقافية الحافلة، العربة المتنقلة الخاصة بالأطباق الوطنية والمناطقية المميزة، وهي مبادرة تأتي ضمن جهود هيئة فنون الطهي المستمرة.

تهدف هذه المبادرة إلى إبراز التنوع الكبير للمطبخ السعودي الغني في كل منطقة، وتسليط الضوء على رواياته الثقافية المتعددة من مختلف مناطق المملكة، ويجسد هذا الحراك الثقافي السريع التطور والتحول الإيجابي الذي تشهده جدة التاريخية حالياً، ويدعم بشكل مباشر حضورها المتزايد على خريطة الوجهات السياحية والثقافية العالمية.

تأتي هذه المشاريع النوعية كمصادر جديدة ورافدة للتنمية الاقتصادية والثقافية المحلية، كما أنها تدعم مسار التنمية الحضارية المستدامة وتجربة الزائر بشكل كبير، ويمثل كل هذا النشاط الثقافي المتسارع جزءاً من رؤية أكبر لتعزيز مكانة جدة كمركز عالمي يجمع بين عراقة الماضي وإشراقة المستقبل، ويلبي تطلعات الزوار والمقيمين على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى