الأخبار

أصداء الهضبة السمراء.. إثيوبيا تعزف لحن الحضارة في الرياض

واصلت وزارة الإعلام السعودية جهودها المتميزة بالتعاون الوثيق مع الهيئة العامة للترفيه وبرنامج جودة الحياة الشامل، وذلك في تقديم لوحة ثقافية فريدة من نوعها ومبهرة للجمهور، من خلال فعاليات مبادرة “انسجام عالمي 2” الرائدة، التي تُقام في حديقة السويدي، وهي إحدى أبرز وأهم المناطق المخصصة للفعاليات ضمن موسم الرياض الحالي، مما يؤكد على البعد العالمي للفعاليات.

تحوّلت حديقة السويدي الشهيرة إلى مسرح مفتوح وحيوي، استقطب وجمع آلاف الزوار من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، حيث تمازجت الألحان الشعبية الإثيوبية العميقة بانسجام مطلق مع إيقاعات الطبول الصاخبة والآلات التقليدية الفريدة، مثل آلة “الماسنقو” الموسيقية التراثية، لتروي هذه الأجواء معاً قصة حضارة عريقة ذات جذور عميقة تتجدد وتتلألأ على أرض الرياض.

استعرضت الفعالية بأسلوب شيق وحيوي ملامح دقيقة وحقيقية من التقاليد الإثيوبية الأصيلة، بدءاً من تفاصيل مراسم الضيافة المعتادة وصولاً إلى الاحتفالات الخاصة بالأعياد الدينية والوطنية، مروراً بالأزياء التقليدية الملونة والمنقوشة التي تحمل بصمة الهوية الإثيوبية المميزة، مما أتاح للزوار نظرة معمقة على العادات والتقاليد اليومية للمجتمع الإثيوبي.

لم تقتصر التجربة الفريدة التي قدمتها الفعالية على استعراض الفنون والموسيقى والرقصات الشعبية الإثيوبية فقط، بل امتدت هذه التجربة لتشمل جانباً حسياً آخر، وهو القهوة الإثيوبية الشهيرة عالمياً بمذاقها القوي والنكهات الفريدة، وتُعتبر إثيوبيا الموطن الأصلي للقهوة، مما يمنح هذه التجربة أهمية مضاعفة للمهتمين بالثقافة الغذائية.

عاش الزوار في هذه الأجواء الساحرة رحلة إعداد القهوة الإثيوبية خطوة بخطوة، بدءاً من مرحلة تحميص حبوب البن الخضراء يدوياً، مروراً بعملية طحنها الدقيقة على الطريقة التقليدية، وحتى لحظة التقديم النهائية في فنجان صغير، وقد سادت الأجواء العامة دافئة وحميمية، عكست دفء الحوار وأصالة وعمق الثقافة الإثيوبية القديمة التي تقوم على الضيافة والكرم.

سعت مبادرة “انسجام عالمي 2” من خلال تسليط الضوء على الثقافة الإثيوبية إلى تحقيق هدف أسمى، وهو تعزيز مفهوم التنوع الثقافي والتسامح بين الشعوب داخل المملكة، مما يتماشى مع قيم الانفتاح والتعايش التي تتبناها رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تؤكد على أن الرياض هي مدينة عالمية تحتضن الجميع باختلاف أصولهم وثقافاتهم.

تختتم وزارة الإعلام فعاليات أيام الثقافة الإثيوبية غداً الخميس، وذلك بمشاركة متوقعة لنخبة من الفنانين الإثيوبيين المعروفين والمؤثرين الاجتماعيين، وستتضمن هذه الأيام الختامية فعاليات مصاحبة إضافية ومثرية، تعمل على إثراء تجربة الزوار بشكل أكبر، وتفتح أمامهم نافذة أوسع وأكثر وضوحاً على تنوع وعمق وجمال الثقافة الإثيوبية بكافة أبعادها.

يُشكل إدراج الثقافة الإثيوبية ضمن فعاليات موسم الرياض اعترافاً بأهمية الجالية الإثيوبية المقيمة في المملكة، ودورها في إثراء النسيج الاجتماعي والثقافي السعودي، كما يعزز هذا التبادل الثقافي العلاقات الثنائية القوية بين البلدين، ويؤسس لمزيد من التعاون في مجالات الفن والترفيه والسياحة المستقبلية.

يُعد برنامج “انسجام عالمي 2” نموذجاً ناجحاً ومبتكراً في استخدام الفعاليات الترفيهية كأداة فعالة للتعريف بالثقافات العالمية المختلفة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة للسفر الثقافي والتعرف على حضارات أخرى دون مغادرة العاصمة الرياض، وهذا يساهم في بناء جسور التفاهم والتقارب بين الشعوب.

تتطلع وزارة الإعلام إلى مواصلة هذه المبادرة في المستقبل القريب، وذلك من خلال استضافة المزيد من الأيام الثقافية لدول أخرى، مما يعزز رسالة المملكة في الترحيب بالثقافات المتنوعة، ويؤكد على دور موسم الرياض كملتقى حضاري رئيسي يجمع الشرق والغرب في مكان واحد وزمان محدد.

لفتت تفاصيل الأزياء التقليدية الإثيوبية انتباه مصممي الأزياء والمهتمين بالموضة، حيث تميزت بالدقة في التطريز والألوان الزاهية والمواد الخام الطبيعية، وهذا أظهر التراث الغني في صناعة النسيج الإثيوبي القديم، والذي يعود لآلاف السنين من الخبرة والمهارة المكتسبة.

أتاحت الفعاليات المصاحبة أيضاً الفرصة للزوار لشراء منتجات وحرف يدوية إثيوبية أصيلة، مما يدعم الحرفيين والفنانين المشاركين بشكل مباشر، ويوفر للجمهور قطعاً تذكارية تعكس أصالة هذه الثقافة العريقة، ويحول التبادل الثقافي إلى دعم اقتصادي ملموس ومستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى