طيران

خطط طيران لربط ثمانية وأربعين وجهة بستة ملايين مقعد

منحت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة مناقصات جديدة لتشغيل الرحلات العارضة لشركتي بيوند المالديفية وطيران الجزيرة الكويتية، حيث تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تعزيز خيارات السفر الفاخر ومنخفض التكلفة في آن واحد، وتلبية الاحتياجات المتزايدة خلال مواسم الحج والعمرة والمناسبات الكبرى التي تستضيفها البلاد.

تعتزم الشركتان إضافة ستة ملايين مقعد للركاب سنوياً بحلول عام 2030 لربط ثمانية وأربعين وجهة محلية ودولية بأسطول يتكون من إحدى وعشرين طائرة، ويسعى هذا التوسع إلى تقديم حلول مبتكرة للمجموعات المتخصصة والرحلات الخاصة، مما يدعم الحراك السياحي والاقتصادي المتسارع الذي تشهده كافة مناطق المملكة في الآونة الأخيرة.

يمثل هذا التطور علامة فارقة لشركة بيوند التي دشنت مؤخراً رحلاتها بين مطار ميلانو مالبينسا ومطار البحر الأحمر الدولي، وتخطط الشركة لإنشاء قاعدة عمليات ثابتة داخل الأراضي السعودية لتوسيع نطاق تجارب السفر الفاخرة، مستهدفة نقل مليون مسافر عبر طائرات مخصصة بالكامل لدرجة رجال الأعمال بحلول العقد المقبل.

أكد تيرو تاسكيلا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بيوند أن المملكة تعد من أسرع الوجهات السياحية نمواً وأكثرها تميزاً في العالم، مشيراً إلى أن الدخول في قطاع الطيران العام يمثل فصلاً جديداً من الحصرية والطموح، حيث تعتزم الشركة إضافة أربع وجهات جديدة على الأقل إلى شبكتها العالمية خلال عام 2026 القادم.

تركز طيران الجزيرة في المقابل على دعم قطاع السياحة الدينية عبر تشغيل رحلات عارضة عند الطلب لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وتستفيد الشركة من خبراتها الواسعة في إدارة محطتها الخاصة بمطار الكويت الدولي، فضلاً عن وصول رحلاتها إلى أكثر من خمسين وجهة دولية تشمل مدناً خليجية وعالمية بارزة.

تأتي هذه التراخيص ضمن خارطة طريق الطيران العام التي تسعى لتحويل قطاع الطيران غير المنتظم لصناعة تتجاوز قيمتها ملياري دولار، وتتضمن الخطط الحكومية الطموحة إنشاء ستة مطارات مخصصة لرجال الأعمال وتسع محطات متخصصة، مما يعزز البنية التحتية واللوجستية للطيران في مختلف المحافظات السعودية لرفع جودة الخدمات.

سجل قطاع الطيران في المملكة مستويات قياسية تاريخية وفقاً لتقارير الهيئة العامة للطيران المدني للأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، حيث تعاملت المطارات مع أكثر من مئة وثلاثة ملايين مسافر ونجحت في الربط مع مئة وسبعين وجهة عالمية، مما يرسخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث بفاعلية.

تستهدف الرؤية المستقبلية لقطاع الطيران العام زيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص عمل نوعية للكوادر الوطنية الشابة، وتسهم المنافسة بين شركات الطيران الفاخرة والمنخفضة التكلفة في تنويع الخيارات المتاحة للمسافرين، وتوفير مرونة أكبر في جدولة الرحلات بما يتناسب مع متطلبات السوق العالمية الممتدة والشاملة.

تواصل المملكة تحديث الأنظمة والتشريعات المتعلقة بالنقل الجوي لضمان بيئة استثمارية جاذبة للشركات الدولية الكبرى المتخصصة في تأجير الطائرات، ويؤدي هذا التوجه إلى تحسين تجربة المسافر وتقليل التكاليف التشغيلية، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمن الجوي المعمول بها في أرقى المطارات الدولية حول العالم.

يعكس انضمام شركات مثل بيوند وطيران الجزيرة إلى سوق الرحلات العارضة قوة الاقتصاد السعودي وقدرته على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتتكامل هذه الجهود مع افتتاح الوجهات السياحية الكبرى مثل البحر الأحمر وأمالا، لضمان تدفق السياح والزوار عبر منظومة نقل متطورة تليق بمكانة المملكة العالمية وطموحاتها السياحية الكبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى